للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتمال الأول بأنه سينجو، وأن المؤامرة ستفشل، ولكنهم يجدونه -فيما يظهر لهم- قد قبض عليه، ولم تتحقق نبوءته، فحيئذ وقعوا في الشك. (١)

ويؤكد العلامة ديدات على قرينة وحدة أفعال الله، لإبطال صلب المسيح والحكم بنجاته، فقد نجى الله النبي دانيال، وإبراهيم، والفتية الثلاثة الذين ألقوا في النار.

أما نجاة إبراهيم، فقد ذكرت في قوله تعالى: {قَالوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ} (الأنبياء: ٦٨ - ٧٠).

وأما دانيال، فقد ألقاه الملك في جُبٍّ مع الأُسود، وختم الجب بخاتمه، ثم لما فتحه ناداه: " "يَا دَانِيآلُ عَبْدَ الله الْحَيِّ، هَلْ إِلهُكَ الَّذِي تَعْبُدُهُ دَائِمًا قَدِرَ عَلَى أَنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ؟ " ٢١ فتكَلَّمَ دَانِيآلُ مَعَ الْمَلِكِ: "يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! ٢٢ إِلهِي أَرْسَلَ مَلَاكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّني، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا". ٢٣ حِينَئِذٍ فَرِحَ الْمَلِكُ بِهِ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُصْعَدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ. فَأُصْعِدَ دَانِيآلُ مِنَ الْجُبِّ وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ ضَرَرٌ، لأَنَّهُ آمَنَ بِإِلهِهِ. ٢٤ فَأَمَرَ الْمَلِكُ فَأَحْضَرُوا أُولئِكَ الرِّجَال الَّذِينَ اشْتَكَوْا عَلَى دَانِيآلَ وَطَرَحُوهُمْ فِي جُبِّ الأُسُودِ هُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ. وَلَمْ يَصِلُوا إِلَى أَسْفَلِ الْجُبِّ حَتَّى بَطَشَتْ بِهِمِ الأُسُودُ وَسَحَقَتْ كُلَّ عِظَامِهِمْ." (دانيال ٦/ ١٥ - ٢٤).

وأما الفتية الثلاثة فقد أُلقوا في النار، ولكن "لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ، وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ، وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ" (دانيال ٣/ ٢٧).

ومما يؤكد استجابة الله للمسيح: ظهور ملاك له ليقويه (انظر لوقا ٢٢/ ٤٣) فهل كان ذلك الملاك يضحك عليه ويهزأ به، أم يعينه فينجيه؟

وهذا الأخير هو ما يليق بعدل الله ورحمته، فقد استجاب الله للمسيح فأنجاه، وصلب


(١) انظر: المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (١٣٨ - ١٣٩، ١٤٧ - ١٤٨)، المناظرة الإسلامية النصرانية (٨٩ - ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>