للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسب يوحنا) تتحدث إلى الملائكة، " ١٣ فَقَالا لَهَا: "يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ " قَالتْ لَهُمَا: "إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي، وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ! ". ١٤ وَلَمَّا قَالتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. ١٥ قَال لَهَا يَسُوعُ: "يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟ " فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالتْ لَهُ: "يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ". ١٦ قَال في يَسُوعُ: "يَا مَرْيَمُ" فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالتْ لَهُ: "رَبُّونِي! " الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ." (يوحنا ٢٠/ ١٣ - ١٦)، ونلحظ هنا أنَّها اكتشفت أن المسيح مازال حيًّا من غير إخبار الملائكة لها، فقد رأته وتعرفت عليه بعد برهة من حديثه معها.

وأما إجابة متى عن السؤال فهي مختلفة، فإنه يرى أن المجدلية وصاحبتها قد لقيتاه خارج القبر، بل بعيدًا عنه، فقد قال لهما الملاك مبشرًا بنجاة المسيح: ": "لَا تَخَافَا أَنْتُمَا، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. ٦ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأنَّهُ قَامَ كَمَا قَال! هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعًا فِيهِ. ٧ وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولَا لِتَلَامِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ ترَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا". ٨ فَخَرَجَتَا سَرِيعًا مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ. ٩ وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لَاقَاهُمَا وَقَال: "سَلَامٌ لَكُمَا". فتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. ١٠ فَقَال لَهُمَا يَسُوعُ: "لَا تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولَا لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي"." (متى ٢٨/ ٥ - ١٠).

وهكذا فحسب متى كان اللقاء بعيدًا عن القبر، وكانت البشارة بقيامته من قبل الملائكة، لا المسيح نفسه، ليتجدد السؤال: أي الإنجيلين أصاب كبد الحقيقة وأيهما أخطأها؟ وهل يمكن أن يكون مصدر ذا وذاك الله؟

٨ - هل أسرت الزائرات الخبر أم أشاعته؟

ويتناقض مرقس مع لوقا في مسألة: هل أخبرت النساء أحدًا بما رأين أم لا؟ فمرقس يقول: "وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ." (مرقس ١٦/ ٨)، ولوقا يقول: "٩ وَرَجَعْنَ مِنَ الْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ الأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ الْبَاقِينَ بِهذَا كُلِّهِ." (لوقا ٢٤/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>