للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (يونس: ٩٤) (وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - موجودة في الكتب المتقدمة التي بأيدي أهل الكتاب كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: ١٥٧]. ثم مع هذا العلم الذي يعرفونه من كتبهم كما يعرفون أبنائهم يلبسون ذلك ويحرفونه ويبدلونه ولا يؤمنون به مع قيام الحجة عليهم) (١).

وقال رحمه الله: (وذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عنه (أي عن المسيح) أربعة: لوقا ومتَّى ومرقس ويوحنا، وبين الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة لكل نسخة ونسخة وزيادات كثيرة ونقص بالنسبة إلى الأخرى ..... وقد اختلفوا في نقل الأناجيل على أربعة أقاويل ما بين زيادة ونقصان وتحريف وتبديل ((٢).

٢ - قال الإمام القرطبي الأندلسي ما نصه: (إن الكتاب الذي بأيدي النصارى الذي يسمونه بالإنجيل ليس هو الإنجيل الذي قال الله فيه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ} (آل عمران: ٣ - ٤) (١).

وقال أيضًا: (فظهر من هذا البحث أن الإنجيل المدعى لم ينقل تواترًا، ولم يقم دليل على عصمة ناقليه. فإذًا يجوز الغلط والسهو على ناقليه فلا يحصل العلم بشيء منه، ولا غلبة الظن، فلا يلتفت إليه، ولا يعول في الاحتجاج عليه. وهذا كاف في رده وبيان قبول تحريفه وعدم الثقة بمضمونه. ولكنا مع ذلك نعمد منه إلى مواضع يتبين فيها تهافت نقلته ووقوع الغلط في نقله) (٤) ثم نقل المواضع المذكورة ثم قال: (فقد حصل من هذا البحث


(١) تفسير ابن كثير ٤/ ١٧٥.
(٢) قصص الأنبياء صـ ٥٧٣ - ٥٧٤.
(٣) الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام صـ ٢٠٣.
(٤) المصدر السابق صـ ٢٠٥ - ٢٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>