للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ." (العدد ١٥/ ٣٢)، فالكاتب ليس في البرية حتمًا. أي ليس موسى عليه السلام، فإنه قد مات في البرية قبل دخول الأرض المقدسة.

٤ - ونحوه قول كاتب الأسفار: "وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفَرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأَرْضِ." (التكوين ١٣/ ٧)، وهذا النص جعلته نسخة الرهبانية اليسوعية بين قوسين للإيهام بأنه ملحق بالسياق، والصحيح أصالته، وأن السفر متأخر التأليف.

٥ - ونحوه في قوله: "٣١ وَهؤُلَاءِ هُمُ المُلُوكُ الَّذِينَ مَلَكُوا فِي أَرْضِ أَدُومَ، قَبْلَمَا مَلَكَ مَلِأ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. "

وقد أقر المحقق آدم كلارك بوقوع التحريف في هذا النص، وقال: "غالب ظني أن موسى ما كتب هذه الآية، والآيات التي بعدها إلى التاسعة والثلاثين .. وأظن ظنًا قويًّا قريبًا من اليقين أن هذه الآيات كانت مكتوبة على حاشية نسخة صحيحة، فظن الناقل أنها جزء من المتن فأدخلها فيه". (١)

ولم يبين دليله الذي دفعه لهذا الظن الذي قارب اليقين، لكن هذا التبرير من كلارك يفضي إلى الشك بجملة الكتاب المقدس، إذ كما جاز للناسخ أن يدخل في المتن هنا ما ليس فيه، فإنه يجوز وقوع ذلك في سائر الكتاب. (٢)

٦ - ورد في سفر اللاويين (٥/ ١٥ - ١٦): "يَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشًا صَحِيحًا مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ مِنْ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ، ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. ١٦ وَيُعَوَضُ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ مِنَ الْقُدْسِ، وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ، وَيَدْفَعُهُ إِلَى الْكَاهِنِ، فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الإِثْمِ، فَيُصْفَحُ عَنْهُ."

وهذا الكلام في معرض التكفير عن الخطأ في أقداس الرب عندهم.

ومعروف كما سبق أن بني إسرائيل لم يكونوا دخلوا القدس في عهد موسى، ولم


(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (٢/ ٤٦٨).
(٢) هل العهد القديم كلمة الله؟ (٣٤ - ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>