للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اييفانيوس جديرة بالحديث الطويل عنها في (٣٧٤ - ٣٧٧ م) "أسماها القس "ألوغي" (أي معارضة الإنجيل ذي الكلمة).

لئن كانت أصلية إنجيل يوحنا فوق كل شبهة، فهل كانت مثل هذه الطبقة لتتخذ نحوه أمثال هذه النظريات في مثل هذا العصر، ومثل هذا البلد؟ لا وكلا".

وأقوى برهان على خطأ نسبة هذا الإنجيل إلى يوحنا أن جاستن مارتر في منتصف القرن الثاني تحدث عن يوحنا، ولم يذكر أن له إنجيلًا، واقتبس فيلمو - ١٦٥ م - من إنجيل يوحنا، ولم ينسبه إليه.

وقد أُنكر نسبة الإنجيل إلى يوحنا أمام أرينيوس تلميذ بوليكارب الذي كان تلميذًا ليوحنا، فلم ينكر أرينيوس على المنكرين، ويبعد كل البعد أن يكون قد سمع من بوليكارب بوجود إنجيل ليوحنا، ثم لا يدافع عنه. (١)

وقد استمر إنكار المحققين نسبة هذا الإنجيل عصورًا متلاحقة، فجاءت الشهادات تلو الشهادات تنكر نسبته إلى يوحنا.

منها ما جاء في دائرة المعارف الفرنسية: "ينسب إلى يوحنا هذا الإنجيل وثلاثة أسفار أخرى من العهد الجديد، ولكن البحوث الحديثة في مسائل الأديان لا تُسلم بصحة هذه النسبة".

ويقول القس الهندي بركة الله في كتابه "لواء الصليب وتزوير الحقائق": "الحق أن العلماء باتوا لا يعترفون دونما بحث وتمحيص بالنظرية القائلة بأن مؤلف الإنجيل الرابع كان القديس يوحنا بن زبدي الرسول، ونرى النقاد بصورة عامة على خلاف هذه النظرية".

وتقول دائرة المعارف البريطانية: "أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة حواريين لبعضهما، وهما القديسان متى ويوحنا .... وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم، وليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل


(١) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٥٥ - ١٥٦)، الفارق بين المخلوق والخالق، عبد الرحمن باجي البغدادي، ص (٥٦٠ - ٥٦١) وانظر أيضًا: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٥٥ - ١٥٩)، المدخل إلى العهد الجديد (٥٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>