للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفلسفي الذي ألّف هذا الكتاب في الجيل الثاني بالحواري يوحنا الصياد الجليلي، فإن أعمالهم تضيع عليهم سدى، لخبطهم على غير هدى". (١)

وعند تفحص الإنجيل أيضًا تجد ما يمتنع معه نسبته الإنجيل إلى الحواري يوحنا، فالإنجيل يظهر بأسلوب غنوصي يتحدث عن نظرية الفيض المعروفة عند فيلون الإسكندراني.

ولا يمكن لصائد السمك يوحنا أن يكتبه، خاصة أن يوحنا عامي كما وصفه سفر أعمال الرسل "فَلَمّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، تَعَجَّبُوا." (أعمال ٤/ ١٣). وأما ما جاء في خاتمة الإنجيل مما استدل به القائلون بأن يوحنا هو كاتب الإنجيل وهو قوله: "٢٤ هذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهذَا وَكَتَبَ هذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ" (يوحنا ٢١/ ٢٤). فهذه الفقرة كما يقول المحققون دليل على عدم صحة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، إذ هي تتحدث عن يوحنا بصيغة الغائب.

ويرى ويست أن هذه الفقرة كانت في الحاشية، وأضيفت فيما بعد للمتن، وربما تكون من كلمات شيوخ أفسس. ويؤيده بشب غور بدليل عدم وجودها في المخطوطة السينائية.

وأما مقدمة الرهبانية اليسوعية فتقول عنها وعن الفقرة التي بعدها: "تشكان إضافة يعترف بها جميع المفسرين".

ويرى العلامة برنت هلمين استرتير في كتابه "الأناجيل الأربعة" أن الزيادات في متن يوحنا وآخره كان الغرض منها "حث الناس على الاعتراف في شأن المؤلف بتلك النظرية التي كان ينكرها بعض الناس في ذلك العصر". (٢)


١ - انظر: اليهودية والمسيحية، محمد ضياء الرحمن الأعظمي (٣٢٦ - ٣٢٩)، الفارق بين الخالق والمخلوق، عبد الرحمن باجه البغدادي (٥٦١)، المسيح عليه السلام بين الحقائق والأوهام، محمد وصفي (٤١ - ٤٢)، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس، أحمد عبد الوهاب (٨٧ - ٨٨) محاضرات في النصرانية (٥٥).
(٢) انظر: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف، يحيى ربيع، ص (١٥٥)، ما هي النصرانية، محمد تقي العثماني، ص (١٥٠ - ١٥٢)، اليهودية والمسيحية، محمد ضياء الرحمن الأعظمي، ص (٣٢٩)، هل الكتاب المقدس كلام الله، أحمد ديدات، ص (٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>