للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما شاء وعلى الوجه الذي أراد، فمنها المسموع منه من وراء حجاب بدون واسطة، ومنها ما يسمعه الرسولُ الملكي ويأمره بتبليغه منه إلى الرسول البشري، ومنها ما خطه الله بيده -عَزَّ وَجَلَّ-.

ومن الإيمان بالكتب الإيمان بأن جميعها يصدق بعضها بعضًا لا يكذبه.

ومن الإيمان بالكتب الإيمان بأن نسخ الكتب الأولى بعضها ببعض حق كما نسخ بعض شرائع التوارة بالإنجيل، وكما نسخ كثير من شرائع التوراة والإنجيل بالقرآن.

ونؤمنُ بأن القرآن لا يأتي كتاب بعده ولا مغير ولا مبدِّل لشيء من شرائعه بعده، وأنه ليس لأحدٍ الخروج عن شيء من أحكامه، وأن من كذب بشيء منه من الأمم الأولى فقد كذب بكتابه، كما أن من كذب بما أخبر عنه القرآن من الكتب فقد كذب به، وأن من اتبع غير سبيله ولم يقتف أثره ضل.

وأخيرًا نقول: إن الإيمان بكتب الله عز وجل يجب إجمالًا فيما أجمل وتفصيلًا فيما فصل كما قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} (البقرة: ٢٨٥).

فقد سمى الله تعالى من كتبه التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والزبور على داود والقرآن على محمد، - صلى الله عليه وسلم - وذكر صحف إبراهيم وموسى، وقد أخبر تعالى عن التنزيل على رسله مجملًا في قوله: {وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ} [النساء: ١٣٦]. (١)

الركن الرابع: الإيمان بالرسل

إن الإيمان بالرسل أصل من أصول الإيمان، ومن لم يؤمن بالرسل ضلَّ ضلالًا بعيدًا، قال تعالى: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٨٤)} (آل عمران: ٨٤).


(١) معارج القبول (٢/ ٦٧٣ - ٦٧٥) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>