للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَجَاءِ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ أَنَا أُحَاكَمُ". "

ونجد كُتَّاب النصارى متفقين على أنه من اليهود، ولكن جاء في سفر أعمال الرسل أيضًا ما يدل على أنه روماني ففي (٢٢/ ٢٥ - ٢٦): " ٢٥ فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَال بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ الْوَاقِفِ: "أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟ " ٢٦ فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ المئَةِ ذَهَبَ إِلَى الأَمِيرِ، وَأَخْبَرَهُ قَائِلًا: "انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ تَفْعَلَ! لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ رُومَانِيٌّ". "

فأنت تلاحظ بلا ريب التعارض الظاهر في أصل بولس، ولن نقف مع هذا طويلًا، فمهما يكن من أمر جنسه، فقد كان بولس هذا في صدر حياته من أشد أعداء المسيحية، وأبلغهم كيدًا لها، وأكثرهم إمعانًا في أذى معتنقيها ومن النصوص التي تثبت ذلك، ما جاء في أعمال الرسل (٨/ ١ - ٣): "وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الجْمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ. ٢ وَحَمَلَ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ اسْتِفَانُوسَ وَعَمِلُوا عَلَيْهِ مَنَاحَةً عَظِيمَةً. ٣ وَأَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ يَسْطُو عَلَى الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ يَدْخُلُ الْبُيُوتَ وَيَجُرُّ رِجَالًا وَنِسَاءً وَيُسَلِّمُهُمْ إِلَى السِّجْنِ. "

وفي (٩/ ١ - ٢): "١ أَمَّا شَاوُلُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ يَنْفُثُ تهَدُّدًا وَقَتْلًا عَلَى تَلَامِيذِ الرَّبِّ، فتقَدَّمَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ ٢ وَطَلَبَ مِنْهُ رَسَائِلَ إِلَى دِمَشْقَ، إِلَى الْجَمَاعَاتِ، حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ، رِجَالًا أَوْ نِسَاءً، يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ." (١)

ولا تذكر المصادر النصرانية لقيا بولس المسيح، وأول ذكر لبولس فيما يتصل بالنصرانية شهوده محاكمة وقتل استفانوس أحد تلاميذ المسيح، ويذكر بولس أنه كان راضيًا عن قتله. (انظر أعمال ٨/ ١) فقد كان يهوديًّا معاديًا للمسيحيين الأوائل. (٢)

٤ - تحول بولس العجيب إلى النصرانية:

ويقول سفر الأعمال إن ذلك الرجل الذي كاد للمسيحية هذا الكيد وآذى أهلها ذلك


(١) محاضرات في النصرانية (ص ٧٩ - ٨١) بتصرف يسير، وانظر أيضًا للأهمية كتاب "بولس وتحريف المسيحية"، تأليف هايم ماكبي، ترجمة سميرة عزمي الزين.
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (ص ٣٢) وانظر أيضا: المسيحية د. أحمد شلبي (١١١ - ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>