للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيذاء، قد انتقل من الجبت والطاغوت إلى المسيحية فجأة من غير مقدمات تقدمت ذلك الانتقال، ولا تمهيدات مهدت له. (١)

فيقول في (٩/ ٣ - ٦): "وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: "شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ " فَقَال: "مَنْ أَنْت يَا سَيِّدُ؟ " فَقَال الرَّبُّ: "أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ". ٦ فَقَالَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: "يَارَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ " فَقَال لَهُ الرَّبُّ: "قُمْ وَادْخُلِ المدِينَةَ فَيُقَال لَكَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَفْعَلَ"."

وكان مما قاله المسيح كما زعم: "لأَنِّي لهِذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ، مُنْقِذًا إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى الله، حَتَّى يَنَالوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ المُقَدَّسِينَ. "أعمال الرسل ١٦/ ١٦ - ١٨).

"ومكث بولس ثلاثة أيام في دمشق، ثم غادرها إلى العربية. (٢)

ثم عاد إليها "ثُمَّ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا." (غلاطية ١/ ١٨).

ثم بدأ دعوته في دمشق، فحاول اليهود قتله، فهرب إلى أورشليم، فرحب به برنابا، وقدمه للتلاميذ الذين يصفه أعمال الرسل بأنهم "يَخَافُونَهُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ أَنَّهُ تِلْمِيذٌ." (أعمال ٩/ ٢٦).

ثم ذهب للدعوة في قيصرية (جنوب حيفا)، ثم سافر مع برنابا إلى آسيا الصغرى، ثم حضر مجمع أورشليم مع التلاميذ، ثم رجع إلى أنطاكيا، واختلف فيها مع برنابا بسبب (زعمته الأناجيل) وهو إصراره على اصطحاب مرقس معهما في رحلتهما التبشيرية، وعندها افترقا.


(١) محاضرات في النصرانية (ص ٨٣)، الكتب المقدسة في ميزان التوثيق، عبد الوهاب عبد السلام طويلة (١١٨).
(٢) يطلق اسم العربية في الكتاب القدس، ويراد منه جزيرة العرب كما قد يراد به بعض المواقع شمال الجزيرة كسيناء وجنوب الشام. انظر قاموس الكتاب المقدس، ص (٦١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>