للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (١).

الركن الخامس: الإيمان باليوم الآخر.

إن الإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان وعمود من أعمدة هذا الإيمان. وهو الاعتقاد الجازم الذي لا يدخله شكٌّ ولا ريب بكل ما أخبر به الله -عَزَّ وَجَلَّ- كتابه العزيز، أو جاء على لسان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك اليوم، وما يحدث فيه بما في ذلك من الساعة وعلاماتها، والقبر ونعيمه وعذابه، والصراط ومحنته، والصحف وتطايرها، والميزان وانتصابه، والجنة ونعيمها، والنار وعذابها.

ومعناه التصديق بأن لأيام الدنيا آخرًا أي أن هذه الدنيا منقضية، وهذا العالم منقض.

وفي الاعتراف بانقضائه اعتراف بابتدائه لأن القديم لا يفنى ولا يتغير، وفي اعتقاده وانشراح الصدر به ما يبعث على فضل الرهبة من الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وقلة الركون إلى الدينا والتهاون بأحزانها ومصائبها، والصبر عليها وعلى مضض الشهوات احتسابًا وثقةً بما عند الله -عَزَّ وَجَلَّ- عنها من حسن الجزاء والثواب (٢).

قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (البقرة: ١٧٧)، وقال - صلى الله عليه وسلم - في تعريف الإيمان: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَاِئكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَتُؤْمنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ" والإيمان باليوم الآخر يتضمن الإيمان بأشراط الساعة وهي علاماتها الدالة عليها والمقدمة إليها، والإيمان بالموت وما يعقبه من غيبيات. حتى يصل فريق إلى الجَنَّة وفريق إلى السعير (٣).

الركن السادس: الإيمان بالقدر:


(١) زاد المعاد (١/ ٦٩).
(٢) فتاوى ابن تيمية (٧/ ٣١٣)، وشعب الإيمان للبيهقي (١/ ٢٣٥).
(٣) الاعتقاد للبيهقي (ص ٢٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>