أمرهم رسائل بولس، واستعملوها في حياتهم الكنسية، ولم تكن غايتهم قط أن يؤلفوا ملحقًا بالكتاب المقدس.
ومع ما كان لتلك النصوص من الشأن فليس هناك قبل القرن الثاني (بطرس (٢) ٣/ ١٦) أي شهادة تثبت أن الناس عرفوا مجموعة من النصوص الإنجيلية المكتوبة، ولا يذكر أن لمؤلف من تلك المؤلفات صفة ما يلزم، فلم يظهر ذلك إلا في النصف الثاني من القرن الثاني، فيمكن القول أن الأناجيل الأربعة حظيت نحو السنة. ١٧٠ م بمقام الأدب القانوني، وإن لم تستعمل تلك اللفظة حتى ذلك الحين.
يجدر بالذكر ما جرى بين السنة ١٥٠ والسنة ٢٠٠ إذ حدد على نحو تدريجي أن سفر أعمال الرسل مؤلف قانوني، وقد حصل شيء من الإجماع على رسالة يوحنا الأولى. هناك عدد كبير من المؤلفات (الحائرة) يذكرها بعض الآباء ذكرهم لأسفار قانونية في حين أن غيرهم ينظر إليها نظرته إلى مطالعة مفيدة.
وهناك أيضًا مؤلفات جرت العادة أن يستشهد بها ذلك الوقت على أنها جزء من الكتاب المقدس، ومن ثم جزء من القانون لم تبق زمنًا على تلك الحال، بل أخرجت آخر الأمر من القانون، ذلك ما جرى لمؤلف هرماس وعنوانه الراعي، وللديداكي، ورسالة أكليمنص الأولى، ورسالة برنابا ورؤيا بطرس". (١)
وهذا الذي ذكرته مقدمة العهد الجديد نستطيع أن نجمله بأن حركة تدوين الأناجيل بدأت بعد موت أهم التلاميذ، وأخذت شرعيتها في أواسط القرن الثاني كما ساعد في تكوين قانونية العهد الجديد مرقيون الهرطوقي سنة ١٦٠ م حيث دعا لنبذ سلطة العهد القديم، واحتاج لتزويد كنيسته بأسفار مقدسة أخرى، فساهم أتباعه في نشر هذه الأناجيل فقد جمع في عهده إنجيلًا، وراجعه مراجعة دقيقة ليتمشى مع أفكاره، وجمع إليه رسالة
(١) انظر: قراءات في الكتاب المقدس، عبد الرحيم محمد (٢/ ٢٦٨ - ٢٦٩)، اختلافات في تراجم الكتاب المقدس (٧٩ - ٨٠)، هل العهد الجديد كلمة الله؟ (١٠٣).