للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - التعليل في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته)، فقوله (فإن الله خلق آدم على صورته) بيان لسبب النهي عن ضرب الوجه، وهو أن آدم عليه السَّلام خُلق على صورة المضروب، ولذلك عنون ابن حبان على هذا الحديث بقول (ذكر العلة التي من أجلها زُجر عن هذا الفعل) (١).

وقال البيهقي: وإنما أرادوا - والله أعلم - أن الله خلق آدم على صورة هذا المضروب (٢).

٢ - حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ، وَلَا تَقُلْ قبَّحَ الله وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ؛ فَإِنَّ الله تَعَالى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتهِ" (٣).

قال ابن حجر: وهو ظاهر في عود الضمير على المقول له ذلك (٤).

ونقد استدلال ابن خزيمة بهذا الحديث.

٣ - أن حمل الحديث على ظاهره يقتضي التشبيه، قال ابن خزيمة عن هذه الأحاديث: تأولها بعض من لم يتحر العلم على غير تأويلها، ففتن عالمًا من أهل الجهل والغباوة، حملهم الجهل بمعنى الخبر على القول بالتشبيه، جل وعلا عن أن يكون وجه خلق من خلقه مثل وجهه، الذي وصفه الله بالجلال والإكرام ونفي الهلاك عنه (٥).

قال ابن بطال: إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته، فزجره النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ لأنه قد سب الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين وخص آدم بالذكر؛ لأنه هو الذى ابتدئت خِلقة وجهه على الحدِّ الذى تخلَّق عليها سائر ولده، فالهاء على هذا الوجه كناية عن المضروب في وجهه (٦).


(١) صحيح ابن حبان (١٢/ ٤١٩).
(٢) الأسماء والصفات (٢/ ٦٣).
(٣) مسند أحمد (٢/ ٢٥١)، الأدب المفرد (١٧٣) وتقدم تخريجه، وحسنه الألباني في ظلال الجنة (٥١٩).
(٤) فتح الباري (٥/ ٢٠٥).
(٥) التوحيد (١/ ٨١)، انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين (١١٧، ١١٨).
(٦) شرح ابن بطال (٩/ ٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>