للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن بطال: قال ابن فورك: فذهب طائفة إلى أن الهاء من "صورته" راجعة إلى آدم عليه السَّلام، وأفادنا بذلك عليه السَّلام إبطال قول الدهرية أنه لم يكن قط إنسان إلا من نطفة، ولا نطفة إلا من إنسان فيما مضى ويأتي، وليس لذلك أول ولا آخر (١).

قال المناوى في فيض القدير: أي على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم تتفاوت قامته، ولم تتغير هيئته بخلاف بنيه (٢).

قال الكلاباذى: ومعنى قوله: خلق الله آدم على صورته التي كان عليها يوم قبض أي: لم يكن علقة، ثم مضغة، ثم عظما، ثم مكسوا لحما؛ بل خلق على الصورة التي كان بها (٣).

وقال العينى: قوله "على صورته" أي: على صورة آدم، لأنه أقرب أي خلقه في أول الأمر بشرًا سويًّا كامل الخلقة طويلًا ستين ذراعًا كما هو المشاهد بخلاف غيره (٤).

وممن قال بذلك أبو ثور، وابن ثور، وابن خزيمة، والخطابي، وأبو الشيخ الأصبهاني، وابن منده، والبيهقي، فقد نقل قول الخطابي وأقره عليه (٥)، والقاضي عياض (٦)، والقرطبي (٧).

وعزاه ابن قتيبة إلى أهل الكلام (٨)، وهو كما قال (٩)، فإن هذا القول لا يُعرف لأحد من أهل السنة غير أبي ثور، وابن خزيمة، وأبي الشيخ، وابن منده رحمهم الله.

قال أبو ثور: إنما هو على صورة آدم ليس هو على صورة الرحمن (١٠).


(١) شرح ابن بطال (٩/ ٦).
(٢) فيض القدير (٣/ ٥٩٣).
(٣) بحر الفوائد للكلاباذي (١/ ٩٧).
(٤) عمدة القاري (٢٢/ ٢٢٩).
(٥) الأسماء والصفات (٢/ ٦١).
(٦) إكمال المعلم (٨/ ٣٧٤).
(٧) المفهم (٧/ ١٨٣).
(٨) تأويل مختلف الحديث (١/ ٦٥).
(٩) انظر مثلًا: أساس التقديس في علم الكلام للرازي (٧١).
(١٠) طبقات الحنابلة (٢/ ٨٩، ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>