للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بند ٤٦ - وإن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.

بند ٤٧ - وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أوآثم، وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وإن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (١).

قال ابن زنجويه: وقوله: "إن اليهود يُنِفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين" فهو النفقة في الحرب خاصة، شرط عليهم المعاونة له على عدوه، ونرى أنه إنما كان يسهم لليهود إذا غزوا مع المسلمين لهذا الشرط الذي شرط عليهم من النفقة، ولولا هذا لم يكن لهم في غنائم المسلمين سهم.

وقوله: "إن يهود بني عوف أمة من المؤمنين" إنما أراد نصرهم المؤمنين، ومعاونتهم إياهم على عدوهم، بالنفقة التي شرطها عليهم، فأما الدّين فليسوا منه بشيء، ألا تراه قد بين ذلك فقال: لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم، وقوله "لا يوتغ إلا نفسه" يقول: لا يهلك غيرها (٢).

وقد قام بتحليل هذه المعاهدة د. أكرم بن ضياء العمري، وأنقل ما ذكره بخصوص اليهود فقال: قد تناولت البنود من ٢٥ إلى ٣٥ تحديد العلاقة مع المتهودين من الأوس والخزرج، وقد نسبتهم البنود إلى عشائرهم من العربية، وأقرت حلفهم مع المسلمين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين" وقد وردت العبارة في كتاب الأموال "أمة من المؤمنين" مما جعل أبا عبيد يقول: "فإنما أراد نصرهم المؤمنين ومعاونتهم إياهم على عدوهم بالنفقة التي شرطها عليهم، فأما الدين فليسوا منه في شيء، ألا تراه قد بين ذلك فقال لليهود دينهم وللمؤمنين دينهم" (٣) أما


(١) هذه المعاهدة ورد ذكرها في كتاب الأموال لأبي عبيد صـ ٢٩٢ - ٢٩٥، والأموال لابن زنجويه ٢/ ٤٦٦ - ٤٧٠، وسيره ابن هشام ٢/ ٩٢، والروض الأنف ٤/ ٢٩٣.
(٢) الأموال لابن زنجويه ٢/ ٤٧٢.
(٣) الأموال لأبي عبيد صـ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>