للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر وهلك الروم لهذا السبب وساد المسلمون مصر (١).

ولقد عبر الأنبا بنيامين عن الأمان الذي أحلته سماحة الإسلام بمصر على أنقاض القهر والاضطهاد اللذين مارسهما الرومان -النصارى- ضد نصارى مصر! فقال وهو يخطب في دير "مقاريوس": لقد وجدت في الإسكندرية زمن النجاة والطمأنينة اللتين كنت أنشدهما بعد الاضطهادات والمظالم التي قام بتمثيلها الظلمة المارقون (٢).

أما رجل الدين المسيحي -القبطي- ميخائيل السرياني فإنه يقول عن تحرير الفتح الإسلامي للنصرانية المصرية وعن سماحة الإسلام مع نصارى مصر:

لم يسمح الإمبراطور الروماني لكنيستنا المونوفيزيقية- (القائلة بالطبيعة الواحدة للمسيح) - بالظهور، ولم يصغ إلى شكاوى الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نهبت، ولهذا قد انتقم الرب منه، لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة واتهمونا دون شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وتركنا العرب نمارس عقائدنا بحرية وعشنا في الإسلام (٣).

شهادة المستر وينتروب كيهمبال الإنجليزي، فيما صرح به بشأن تعاليم الإسلام ووصفها ما نصه:

"ولم ينتشر الإسلام في العالم أجمع هذا الانتشار العجيب من أقصى شواطئ المحيط الهادي، إلى أقصى شواطئ المحيط الأطلانتيكي، في مدة قصيرة، إلا إنه قد امتاز بالمساواة والعدالة. وفي المدة الأخيرة ترى الدين الإسلامي يكتسح بلاد الملايو والصين واليابان والهند وأوروبا، لا بالسيف! ولكن بالعدالة والمساواة، وحرية الفكر ونشر روح الإخاء الحقيقي العملية، ومما يجدر بنا أن نلاحظ أن الإسلام ينتشر الآن في بلاد لم يصلها الحكم


(١) المصدر السابق صـ ٢٢٠.
(٢) المصدر السابق صـ ٢٢٠.
(٣) تاريخ مصر في العصر البيزنطي د/ صبري أبو الخير سليم صـ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>