للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكم عدد الشعراء اللذين تَسَمَّوا بامرئ القيس؟ فيكون الجواب أنهم كُثْرٌ، فأَيُّهُم صاحب تلك الأبيات لو قلنا أنها لامرئ القيس؟

وهل وجد شاعر منهم بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ الأمر الذي يعني أن هذا الشاعر هو مَن اقتبس مِن القرآن الكريم، لقد كان المنهج العلمي والتحري في معرفة الحقائق يتطلب منهم هذه المباحث فنقول لهم الشعراء الذين تَسَمَّوا بامرئ القيس كالآتي:

الأول: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، الشاعر الجاهلي، وأشهر الشعراء على الإطلاق، وهو أَوَّلُ مَن قَصَّدَ القَصَائِدَ، وذكر الوقائع، ولم يكن لأوائل العرب إلا أبياتا يقولها الرجل في حاجته وتعزيته وتاريخه وغير ذلك. عاش من سنة ١٣٠ قبل الهجرة إلى سنة ٨٠ قبل الهجرة وهو الذي قصده المستشرقون الحاقدون.

الثاني: امرؤ القيس بن جبلة السكوني وهو جاهلي، مِمَّنْ لم يصلنا الكثير من شعره.

الثالث: امرؤ القيس الكلبي وهو امرؤ القيس بن حمام بن مالك بن عبيدة بن عبد الله وهو شاعر جاهلي عاصر المهلهل بن ربيعة.

الرابع: امرؤ القيس الزهيري وهو امرؤ القيس بن بحر الزهيري شاعر جاهلي أيضًا وهو ممن وصلنا القليل من شعره.

الخامس: امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس، وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وثبت على إسلامه، ولم يكن فيمن ارتد من كندة، وكان شاعرًا نزل الكوفة، وهو الذي خاصم الحضرمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال للحضرمي: بينتك وإلا فيمينه. قال: يا رسول الله، إن حلف ذهب بأرضي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالًا لقي الله وهو عليه غضبان. فقال امرؤ القيس: يا رسول الله ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق؟ قال: الجنة" قال: فأشهدك أني قد تركتها له (١).


(١) أخرجه أحمد ٤/ ١٩١، والطبراني في الكبير ١٧/ ١٣٧ (٣٤١)، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ١٧٨، وفي شعب الإيمان ٤/ ٢١٦، وقال الهيثمي في المجمع ٤/ ٣١٩: رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات.
ولفظ الحديث بدون قصة امرئ القيس في صحيح البخاري (٦٢٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>