للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تناقضات وتحريفات ووثنية الثالوث قد رضيها دينا لنفسه، وهو الذي رفض الوثنية من أصلها بما فيها من فكرة تعدد الآلهة؟ ! . (١)

ويعقب الدكتور المطرفي شارحًا موضوع (استحكم في النصرانية):

(هناك الكثير من الرهبان ومن هم في معناهم من أهل النصرانية اليوم يحفظون القرآن الكريم، لا ليدينوا به، ولا ليتبعوا أحكامه، وشرائعه، وآدابه؛ بل لأغراض أخرى انطوت عليها أنفسهم، وقلوبهم الحاقدة على الإسلام، والمسلمين، وعلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجه خاص.

فهل يقال: إنهم باستحكامهم في حفظ القرآن ومعرفة الشرائع، وتاريخه قد دانوا بالإسلام؟ هذا ما لم يقل به أحد لا منَّا ولا منهم (٢).

خامسًا: تفسيرهم لكلمة: قس.

وحتى لا يستشكل أحد ويقول لقد ذكر ابن القيم أن ورقة (قس)، فإننا نقول: إن قس لا تعني نصراني، وإنما تعنى: تتبع الشيء وتطلّبه، والقُسس: هم العقلاء، والساقة الحذاق (٣).

سادسًا: ورقة هناك مَنْ عدَّه مِن الصحابة.

فقد ذكره الطبري، وابن قانع، وابن السكن، وغيرُهم في الصحابة، وقال الحافظ العراقي: "ينبغي أن يقال: إن أول مَن آمن من الرجال ورقةُ بن نوفل، لحديث الصحيحين في بدء الوحي" (٤). ومن الأدلة على ذلك:

١ - أن ورقة بن نوفل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن يدركني يومُك أنصرك نصرًا مؤزرًا).

قال الحافظ ابن كثير: فإن مثل هذا الذي صدر عنه تصديق بما وجد، وإيمان بما حصل من الوحي ونية صالحة للمستقبل (٥).


(١) ورقة بن نوفل في بطنان الجنة ٧٠، ٧١؛ صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
(٢) ورقة بن نوفل في بطنان الجنة ٧٣؛ صادر عن رابطة العالم الإسلامي.
(٣) معجم مقاييس اللغة (٥/ ٩)، لسان العرب (٦/ ١٧٤)، والقاموس المحيط (٧٢٩).
(٤) ينظر تدريب الراوي (٢/ ٢٢٩).
(٥) البداية والنهاية (٣/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>