للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن حجر: فهذا ظاهره أنه أقر بنبوته.

وقال أبو زرعة العراقي: قَالَ وَالِدِي - رَحِمَهُ الله - فِي نُكَتِ ابْنِ الصَّلَاحِ: يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: إنَّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ مِنْ الرِّجَالِ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّ فِيهِ أَنَّ الْوَحْيَ نَزَلَ فِي حَيَاةِ وَرَقَةَ، وَأَنَّهُ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ أَبُو عَبْدِ الله بْنُ مَنْدَهْ؛ وَقَالَ: اخْتُلِفَ فِي إسْلَامِهِ قَالَ وَالِدِي: وَمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَحَادِيثِ يَدُلُّ عَلَى إسْلَامِهِ (١).

٢ - وعن الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: (سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَرَقَةَ فَقَالَ: أَبْصَرْته فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ السُّنْدُسُ) (٢).

٣ - عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين (٣).

٤ - عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: "كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الإسلام، وهو يقول: أحد أحد، فيقول ورقة: أحد أحد والله يا بلال (٤).


(١) طرح التثريب ٥/ ٢٢٠.
(٢) رواه أبو يعلى (٢٠٤٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦٠٢)، قال الألباني: إسناده حسن.
(٣) أخرجه الحاكم (٤٢١١) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وابن عساكر (٦٣/ ٢٤)، وأخرجه أيضًا: الديلمي (٧٢٩٧). قال البوصيري: رُوي من حديث عائشة مرفوعًا بسند صحيح؛ إتحاف الخيرة المهرة ١/ ١٥، قال الألباني: (صحيح)؛ صحيح الجامع (٧٣٢٠).
(٤) رواه البيهقي في شعب الإيمان ١٥٨٢، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ١٤٨، وذُكر في سيرة ابن هشام ١/ ٣١٧، ورواه الذهبي بإسناده عن هشام؛ (انظر سير أعلام النبلاء ١/ ١٢٨ ترجمة: سعيد بن زيد)، وذكره السهيلي في الروض الأنف ٢/ ٨٣.
وإن ترجيح الذهبي أقوى من ترجيح ابن حجر في مسألة وفاة ورقة قبل دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - للإسلام، فلقد قال الحافظ ابن حجر: "وهذا مرسل جيد يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام حتى أسلم بلال"؛ الإصابة في تمييز الصحابة (٦/ ٦٠٧)، وقد رجحنا قول الذهبي؛ لأنه مرسل كما قال ابن حجر، وأنه معارض لروايات أخرى صحيحة قد ذكرناها في هذا البحث، فإنه يُرجح ما في الصحيح لأن ما في الصحيح أصح، ويقال: يكفي في إيمانه وتصديقه ما جاء في الصحيح كما تقدم عن الحافظين ابن كثير وابن حجر، وإن كان هناك محاولة للجمع بين هذه الروايات المتعارضة لكن لا يسلم هذا الجمع من انتقاضات. فلقد قال ابن حجر: "فلعل الراوي لم يحفظ لورقة ذكرًا بعد ذلك في أمر من الأمور فجعل هذه القصة انتهاء أمره بالنسبة إلى علمه لا إلى ما هو الواقع؛ فتح الباري (١/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>