للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطب أبو طالب بما تقدم خطب ورقة فقال: الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت، فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله، لا ينكر العرب فضلكم، ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم، ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم، فاشهدوا عليَّ معاشر قريش أني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله وذكر المهر، فقال أبو طالب: قد أحببت أن يشركك عمها، فقال عمها: اشهدوا عليَّ معاشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد، وأولم عليها - صلى الله عليه وسلم - ونحر جزورًا (١).

٤ - ادعاء أن ورقة هو ولي أمر خديجة، وهذا ما تنفيه كل كتب السيرة، كيف يكون ورقة ولي أمرها وعمها موجود؟

قال ابن سيد الناس: وذكر ابن إسحاق أن أباها خويلد بن أسد هو الذي أنكحها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك وجدته عن الزهري وفيه: وكان خويلد أبوها سكران من الخمر، فلما كلم في ذلك أنكحها فألقت عليه خديجة حلة وضمخته بخلوق، فلما صحا من سكره قال: ما هذه الحلة والطيب فقيل له: أنكحت محمدًا خديجة وقد ابتنى بها فأنكر ذلك ثم رضيه وأمضاه.

وقال محمد بن عمر: الثبت عندنا المحفوظ من أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ورأيت ذلك عن غير الواقدي، وقد قيل: إن أخاها عمرو بن خويلد هو الذي أنكحها منه، والله أعلم (٢).

والراجح أن عمها الذي أنكحها:

قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي: ما تقدم من أن عمها هو الذي زوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكره أكثر علماء أهل السير.

قال السهيلي: وهو الصحيح؛ لما رواه الطبري عن جبير بن مطعم وابن عباس وعائشة كلهم قال: إن عمرو بن أسد هو الذي أنكح خديجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن خويلد كان قد


(١) السيرة الحلبية ١/ ٢٢٦، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي للعصامي ١/ ١٨٦.
(٢) (عيون الأثر ١/ ٧٢، ذكر سفره - عليه السلام - إلى الشام مرة ثانية وتزويجه خديجة).

<<  <  ج: ص:  >  >>