للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منك لأنعمك إلهي كفرا ... ما دمت حيًا وأزور القبرا (١)

٤ - قال الزبير: وكان عبد الله أحسن رجل مرئي في قريش قط، وكان أبوه عبد المطلب قد مرَّ به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى، وهي أخت ورقة بن نوفل وهي عند الكعبة فقالت له: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك - وكانت مائة - وقَعْ علي الآن قال: أنا مع أبي، ولا أستطيع خلافه ولا فراقه وأنشد بعض أهل العلم في ذلك لعبد الله بن عبد المطلب:

أما الحرام فالممات دونه ... والحل لا حل فأستبينه

فكيف بالأمر الذي تبغينه ... يحمي الكريم عرضه ودينه (٢)

٥ - عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، قال: حدثت أنه: "كان لعبد الله بن عبد المطلب امرأة مع آمنة بنت وهب بن عبد مناف، فمر بامرأته تلك وقد أصابه أثر من طين عمل به، فدعاها إلى نفسه، فأبطأت عليه لما رأت من أثر الطين، فدخل، فغسل عنه أثر الطين، ثم دخل عامدًا إلى آمنة، ثم دعته صاحبته التي كان أراد إلى نفسها، فأبى للذي صنعت به أول مرة، فدخل على آمنة، فأصابها، ثم خرج، فدعاها إلى نفسه، فقالت: لا حاجة لي بك، مررت بي وبين عينيك غرة، فرجوت أن أصيبها منك، فلما دخلت على آمنة ذهبت بها منك. قال ابن إسحاق: فحدثت أن امرأته تلك كانت تقول: مر بي وإن بين عينيه لنورًا مثل الغرة، ودعوته له رجاء أن يكون لي، فدخل على آمنة، فأصابها، فحملت برسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (٣).

الوجه الثاني: كيف يليق بالقس أن يُحَفِز أخته أن تزني بعبد الله والد محمد؟ !


(١) السيرة النبوية لابن إسحاق (١/ ٨)، تاريخ الرسل والملوك ١/ ٣٦٧، ذكره الواقدي (١/ ٣٥).
(٢) عيون الأثر ١/ ٧٥، والسيرة لابن كثير ١/ ٢٠٤.
(٣) دلائل النبوة للبيهقي (٢٣)، سيرة ابن هشام ١/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>