للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك يصف القرآن قصصه بأنه: {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: ٣]، لما توافر له من علم ومعاينة: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧)} [الأعراف: ٧]، وما اتسم به من حقيقة وصدق: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} [آل عمران: ٦٢].

٣ - التشخيص البياني، وهو التعبير بالصورة المحسوسة المتخيلة عن المعاني الذهنية والحالات الشعورية والمشاهدات والأحداث الحقيقية، وهذا النهج التشخيصي هو الأداة المفضلة في القصص القرآني.

٤ - التصريح والتلميح، في الوقت الذي يهتم القرآن بإبراز أدق التفاصيل النفسية والشعورية لأشخاص قصصه، فإنه يكتفي بذلك التشخيص معرضًا عن التصريح بالأسماء كما في قصة (العبد الصالح)، (الفتى) مع موسى، وكما في قصة ثمود {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (١٢)} [الشمس: ١٢]، وكما في مؤمن آل فرعون.

وقد يكون هذا التلميح إلى جانب ملاءمته للمنهج القصصي الذي يهتم بإبراز الحدث وقيمته ومغزاه لكونه الهدف من القصّ، فإنه يناسب طبيعة التشريع الإسلامي فيما يخصُّ أسماء النساء مثلا: امرأة نوح، وامرأة لوط، وامرأة فرعون، وكذلك زوجة إبراهيم هاجر وسارة، وأسماء زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمجادِلة في زوجها (١).

٥ - التجريد الزماني والمكاني، حيث لا يحدد القرآن زمن الحدث أو مدته أو مكانه إلا ما كان محوريًّا في الحدث أو مسرحًا له كمصر في قصة يوسف، أو المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الإسراء والمعراج، أو مدة رسالة نوح، أو مدة لبث أهل الكهف في نومهم، أو المدة التي أماتها الله للمارّ على القرية الخاوية (٢).

وترجع أسباب التجريد في الزمان والمكان في قصص القرآن إلى أمرين:


(١) القرآن ونظرية الفن حسين علي محمد، ص ١١٢.
(٢) سيكلوجية القصة في القرآن، ص - ٩٧ التهامي نقرة، القرآن ونظرية الفن، حسين علي محمد، صـ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>