للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولهما: أنه أورد جديدًا لم تعرفه التوراة ومن أبرزه:

١ - حديث النسوة، وموقف المرأة منهن.

٢ - شهادة الشاهد الذي هو من أهل امرأة العزيز.

ثانيهما: تصحيح أخطاء وقعت فيها التوراة ومن أبرزها:

١ - لم يترك يوسف ثوبه لدى المرأة بل كان لابسًا إياه ولكن قُطع من الخلف.

٢ - غياب يوسف حين حضر العزيز، وإسقاطها - أي: التوراة - دفاعه عن نفسه.

اعتراض وجوابه: قد يقول قائل: لماذا تفترض أن الخطأ هو ما في التوراة، وأن الصواب هو ما في القرآن؟ أليس ذلك تحيزًا منك للقرآن؛ لأنه كتاب المسلمين وأنت مسلم؟ ولماذا لا تفترض العكس؟ ! وإذا لم تفترض أنت العكس، فقد يقول به غيرك، وما تراه أنت لا يطابق ما يراه الآخرون؟ ! ! ! هذا الاعتراض وارد في مجال البحث، إذن فلا بد من الإيضاح.

والجواب: لم نتحيز للقرآن لأنه قرآن، ولأنه كتابنا نحن المسلمين، ولنا في هذا الحكم داعيان:

(الأول) لم يرد في القرآن قط ما هو خلاف الحق؛ لأنه {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)}، وقد ثبتت هذه الحقيقة في كل مجالات البحوث التي أجريت على مفاهيم القرآن العظيم في كل العصور، وهذا الداعي وحده كافٍ في تأييد ما ذهبنا إليه.

(الثاني) وهو منتزع من الواقعة نفسها موضوع المقارنة وإليك البيان:

كل من التوراة والقرآن متفقان على (عفة يوسف) وإعراضه عن الفحشاء، ثم اختلفا بعد ذلك، فالتوراة تقول: إن يوسف ترك ثوبه كله لدى المرأة وهرب.

والقرآن يقول: إنه لم يترك الثوب بل أمسكته المرأة من الخلف، ولما لم يتوقف يوسف - عليه السلام - اقتطعت قطعة منه وبقيت ظاهرة في ثوبة.

فأيُّ الروايتين أليق بعفة يوسف المتفق عليها بين المصدرين؟ ! أن يترك ثوبه كله؟ أم أن يُخرق ثوبه من الخلف؟ !

<<  <  ج: ص:  >  >>