للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قال تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (١٦٦)} [الأعراف: ١٦٦]، يقول تعالى ذكره: فلما تمردوا فيما نهوا عنه من اعتدائهم في السبت واستحلالهم ما حرم الله عليهم من صيد السمك وأكله وتمادوا فيه {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} أي بُعَداء من الخير (١).

وقال ابن عباس - رضي الله عنه -: أبوا أن يرجعوا عن المعصية {قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} مبعدين فمكثوا ثلاثة أيام ينظر بعضهم إلى بعض وينظر إليهم الناس ثم هلكوا. (٢)

وقال قتادة: لما عتوا عما نهوا عنه مسخهم الله فصيرهم قردة تتعاوى، بعدما كانوا رجالًا ونساء، وقال ابن عباس - رضي الله عنه - جعل الله منهم القردة والخنازير؛ فزعم أن شبان القوم صاروا قردة وأن المشيخة صاروا خنازير. (٣)

٣ - قال تعالى {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)} [المائدة: ٦٠] بقوله تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: قل يا محمد لهؤلاء الذين اتخذوا دينكم هزوًا ولعبًا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار، هل أنبئكم يا معشر أهل الكتاب بشر من ثواب ما تنقمون منا من إيماننا بالله وما أنزل إلينا من كتاب الله، وما أنزل من قبلنا من كتبه؟ {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} من أبعده الله وأسحقه من رحمته وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير، يقول: وغضب عليه وجعل منهم الممسوخ القردة والخنازير غضبًا منه عليهم وسخطًا فعجل لهم الخزي والنكال في الدنيا. (٤)


(١) ابن جرير الطبري (٦/ ١٠١)، الرازي (١٥/ ٤٠).
(٢) البغوي في تفسيره (٢/ ٢٠٩)، الخازن (٢/ ٢٦٣).
(٣) الخازن (٢/ ٢٦٣).
(٤) تفسير الطبري (٤/ ٢٩٢) تفسير ابن كثير (٥/ ٢٧٢)، تفسير الرازي (١٢/ ٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>