للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسَبع حَصَيَاتٍ فَسَاخَ، ثُمَّ أَتَى الجمْرَةَ الْقُصْوَى فَعَرَضَ لَهُ الشَيْطَانُ فَرَمَاهُ بِسَبع حَصَيَاتٍ فَسَاخَ، فَلَمّا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَذبَحَ ابْنه إسحاق قَالَ لِأَبِيهِ: يَا اسبتِ أَوْبقْنِي لَا أَضْطَرِبُ فَيَنتضِحَ عليكَ مِنْ دَمِي إِذَا ذَبَحْتَنِي فَشَدَّهُ فَلَمّا أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ نُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ {أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} (١).


(١) هذا الحديث جاء عن ابن عباس من ثلاثة طرق:
الطريق الأول: طريق سعيد بن جبير.
أخرجه أحمد ١/ ٣٠٦، والطبراني ١١/ ٤٥٦ من حديث حماد بن سلمة باللفظ المذكور أعلاه.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٩٦٧)، والحاكم ١/ ٤٧٧، والطبراني ١١/ ٤٥٥ من حديث أبي حمزة السكري موقوفًا على ابن عباس، ولفظه: "جَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - ليُرَيهُ المناسِكَ، فانْفَرَجَ لَهُ ثَبِيرٌ فَدَخَلَ مِنًى فَأَرَاهُ الجمَارَ، ثُمَّ أرَاهُ جَمْعًا وَأَرَاهُ عَرَفَاتٍ، فَلَما كَانَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ نبَعَ لَهُ إِبْلِيسُ فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، ثُمَّ نبَعَ لَهُ حَتَّى ذَكَرَ جَمْرَةَ الْعَقَبةِ، فَسَاخَ فَذَهَبَ".
وأخرجه الطبراني ١١/ ٤٥٦ من حديث شعيب بن صفوان موقوفًا أيضًا بنفس لفظ حديث أبي حمزة وليس عندهما موضع الشاهد.
جميعًا (حماد بن سلمة، أبوحمزة، شعيب) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير.
قلت: عطاء بن السائب اختلط، روى عنه أبو حمزة وشعيب بعد الاختلاط، وأما حماد مختلف فيه، والراجح أنه سمع قبل الاختلاط. وقد قال الإمام أحمد: كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها (نهاية الاغتباط ٢٣٤).
قلت: وكلام الإمام أحمد يتنزل هنا، فإن الحديث رواه اثنان عن عطاء على الوقف، وخالفهما حماد بن سلمة فرواه على الرفع بذكر محل الشاهد، وهذا الاختلاف يؤكد اضطراب عطاء بن السائب في الرواية فلم يضبط إسنادها ولا لفظها.
ولذا قال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٦٢ - ٢٦٣): رواه أحمد. وفيه عطاء، وقد اختلط. وقال الشيخ شاكر: إسناده صحيح إلا قوله فيه: "فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه .. " فتراه خطأ من عطاء (المسنده ٢٧٩)، وضعفه الألباني في الضعيفة (٢٣٧).
الطريق الثاني: طريق أبي الطفيل عامر بن واثلة.
أخرجه مسلم (١٢٦٤) من حديث عبد الملك بن سعيد بن الأبجر، وأخرجه أيضًا من حديث ابن أبي حسين، وأخرجه أيضًا من حديث الجريري موقوفًا، ولفظه: قال أبو الطفيل: "قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ هَذَا الرَّمَلَ بِالْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ وَمَشْيَ أَرْبَعَةِ أَطْوَافٍ أَسُنَّةٌ هُوَ؟ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أنَهُ سُنّةٌ، قَالَ: فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا، قَالَ: قُلْتُ: مَا قَوْلُكَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهَ - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ مَكَّةَ فَقَالَ: المشْرِكُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ مِنْ الهُزَالِ وَكَانُوا يَحْسُدُونهُ، قَالَ: فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَرْمُلُوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>