للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) وجاء في إنجيل يوحنا (١٧/ ١ - ٣): "تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنيهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَال: "أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أتتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أيضًا، إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أبدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذه هِيَ الحيَاةُ الأبدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أنتَ الإِلهَ الحقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ المسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ".

وطبعًا هذا الكلام معناه باللغة العربية المتداولة: (لا إله إلا الله، المسيح رسول الله). (١)

وهي ما تعني بوضوح أن الجنة وحياتها الأبدية لا تنال إلا بالشهادة لله بالتوحيد، ولنبيه وصفيه المسيح -عليه السلام- بالرسالة، وهو ما يعتقده المسلمون فيه - صلى الله عليه وسلم - (٢).

ففي هذه الآية بين عيسى -عليه السلام- أن النجاة الأخروية تكمن في: الإيمان بأن الآب هو الإله الحقيقي وحده، فلفظة وحدك صريحة قاطعة في انفراد الآب بالألوهية، وعدم مشاركة أي أحد آخر -ومنهم المسيح الابن- له فيها. ويؤكد هذه أكثر عطف المسيح، كرسولٍ لله تعالى، فيما يجب معرفته والإيمان به. وهذا هو عين ما قاله القرآن الكريم وهو وجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له، وبأن المسيح رسول الله، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. ثم كيف يقول المسيح للإله هذه هي الحياة الأبدية أيها الإله أن يعرفوك أنك أنت الإله الحقيقي ولاحظ قال كلمة {وحدك} ثم اعترف أن الله هو من أرسله؟ أليس المسيح هو الإله؟ لو كان هو الله حقًّا كما تزعمون لقال ليعرفوك أني الإله الحقيقي وحدي أو


= تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُ وَحِينَ تَقُومُ، وَارْبُطْهَا عَلَامَةً عَلَى يَدِكَ، وَلْتكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنيكَ، وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ. "وَمَتَى أتى بِكَ الرَّبُّ إِلهك إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لآبائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ويعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَكَ، إِلَى مُدُنٍ عَظِيمَةٍ جَيِّدَةٍ لم تَبْنِهَا، وَبُيُوتٍ مَملُوءَةٍ كُلَّ خَيْرٍ لَم تَمْلأْهَا، وَأبآرٍ مَحفُورةٍ لَمْ تَحْفِرْهَا، وَكُرُوم وَزَيْتُونٍ لَم تَغْرِسْهَا، وَأَكَلْتَ وَشَبِعْتَ، فَاحْتَرِزْ لِئَلَّا تَنْسَى الرَّبَّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. الرَّبَّ إِلهك تَتَّقِي، وَإِيَّاهُ تَعْبُدُ، وَبِاسْمِهِ تَحْلِفُ. لَا تَسِيرُوا وَرَاءَ آلهة أخْرَى مِنْ آلهةِ الأُمَمِ الَّتِي حَوْلَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ إِلهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلَّا يَحْمَى غَضَبُ الربِّ إِلهِكُمْ عَلَيكمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ.
(١) مناظرة بين الإسلام والنصرانية (٥٩) والمناظرة التقريرية (١٦٨)، وإظهار الحق ٢/ ٢.
(٢) الله جل جلاله واحد أم ثلاثة (٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>