للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرضت ذلك عليه فأبى، قال: فسمعت شيئًا؟ قالت: سمعته يقول حين ولّى تكلم بكلام لا أفهمه، وسمعته يقول: "سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب"، فجاء زيد حتى أتى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلّا دخلت بأبي وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها؟ فيقول رسول الله: "أمسك عليك زوجك"، فما استطاع زيد إليها سبيلًا بعد ذلك اليوم، فيأتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخبره، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك عليك زوجك"، فيقول: يا رسول الله أفارقها، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احبس عليك زوجك"، ففارقها زيد واعتزلها وحلّت - يعني انقضت عدتها - قال: فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس يتحدث مع عائشة، إلى أن أخذت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غشية، فسرّي عنه وهو يبتسم، وهو يقول: "من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء؟ وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} " الآية، القصة كلها.

قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع الله لها، زوجها الله من السماء، وقلت: هي تفخر علينا بهذا، قالت عائشة: فخرجت سلمى خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشتدّ فتحدّثها بذلك، فأعطتها أوضاحًا- حُليّ من الفضة عليها. (١)


(١) موضوع. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٨/ ١٠١) وابن جرير في تاريخه (٣/ ١٦١) من طريق محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن يحيى بن حبان به.
وإسناد هذه الرواية فيه علل ثلاث، واحدة منها تكفي لرد هذه الرواية:
العلة الأولى: أنها مرسلة، فمحمد بن يحيى بن حبان تابعي، يروي عن الصحابة، ويروي أيضًا عن التابعين، كعمر بن سليم والأعرج، وغيرهما، (ت ١٢١ هـ) وعمره (٧٤ سنة) وعلى هذا فمولده في نحو سنة (٤٧)، فهو لم يدرك القصة قطعًا ولم يذكر من حدثه بها. التهذيب (٩/ ٤٤٧، ٤٤٨).
العلة الثانية: عبد الله بن عامر الأسلمي، ضعيف بالاتفاق، بل قال فيه البخاري: ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم: متروك. التهذيب (٥/ ٢٤١)، وميزان الاعتدال (٢/ ٤٤٨). =

<<  <  ج: ص:  >  >>