للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية الثانية: قال ابن زيد: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر؛ فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما وقع ذلك كرهت الآخر، فجاء فقال: يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي، قال: "ما لك؟ أرابك منها شيء؟ "قال: لا والله ما رابني منها شيء يا رسول الله، ولا رأيت إلا خيرًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمسك عليك زوجك واتق الله، فذلك قول الله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ... }، تخفي في نفسك إن فارقها تزوجتها. (١)

الرواية الثالثة: عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزل زيد بن حارثة فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأته زينب، وكأنه دخله لا أدري من قول حماد أو في الحديث فجاء زيد يشكوها إليه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمسك عليك زوجك واتق الله، قال: فنزلت: {وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} إلى قوله: {زَوَّجْنَاكَهَا} يعني زينب (٢).


= العلة الثالثة: محمد بن عمر، وهو الواقدي، إخباري كثير الرواية، لكنه متروك الحديث، ورماه جماعة من الأئمة بالكذب ووضع الحديث. ميزان الاعتدال (٣/ ٦٦٤).
(١) موضوع. أخرجه ابن جرير في تفسيره (٢٢/ ١٣) قال: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، وذكره، وهذا إسناد ضعيف جدًّا وفيه علتان:
العلة الأولى: أنها معضلة، فابن زيد وهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مات سنة ثنتين وثمانين ومائة وعده ابن حجر من الثامنة فليس بصحابي ولا تابعي، فقد سقط من الإسناد راويان أو أكثر.
العلة الثانية: أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هذا ضعيف باتفاق المحدثين، بل صرح بعضهم بأنه متروك الحديث، قال البخاري وأبو حاتم: ضعفه علي بن المديني جدًّا، وقال أبو حاتم: كان في الحديث واهيًا، قال بن حبان كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك وقال بن سعد: كان كثير الحديث ضعيفًا جدًّا. وأقوال الأئمة في تضعيفه كثيرة، وهو رجل صالح في نفسه لكنه شغل بالعبادة والتقشف عن حفظ الحديث فضعف جدًّا: المجروجين لابن حبان (٢/ ٥٧)، والتهذيب (٦/ ١٦١)، والتقريب (٣٨٦٥).
(٢) منكر. أخرجه أحمد في مسنده (٣/ ١٤٩ - ١٥٠)، قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا ثابت عن أنس وذكره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>