للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحليمي: دل على أن حسن الخلق إيمان وعدمه نقصان إيمان، وأن المؤمنين يتفاوتون في إيمانهم فبعضهم أكمل إيمانا من بعض. ومن ثم كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خلقًا لكونه أكملهم إيمانًا "وخياركلم خياركم لنسائهم" أي من يعاملهن بالصبر على أخلاقهن ونقصان عقلهن وطلاقة الوجه والإحسان. وكف الأذى وبذل الندى وحفظهن من مواقع الريب. ولهذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس معاشرة لعياله وهل المراد بهن حلائل الرجل من زوجة وسرية أو أصوله وفروعه وأقاربه أو من في نفقته منهن أو الكل؟ والحمل على الأعم أتم. (١)

٣ - عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. (٢)

رابعًا: ونحن لا نشك ولا نماري في أن عائشة أم المؤمنين كانت مقدمة عليهن في هذا الحب بتقديم الله لها لا بمجرد الهوى كما فهم على غير الصواب، وبيان ذلك فيما يأتي:

١ - عن عروة بن الزبير قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان أو حيثما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك، فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". (٣)


(١) فيض القدير (١٤٤١).
(٢) البخاري (٦٧٦).
(٣) البخاري (٣٧٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>