للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ثم لو فرض أن هذا ذنب فقد تابت منه ورضي عنها الله ورسوله، ومن رحمة الله بنا أن من أذنب ثم تاب وعمل صالحًا تاب الله عليه وبدل سيئاته حسنات وإن رغمت بذلك أنوف.

٤ - ثم كيف تحاسبونها الآن على سوء الخلق وأنتم الذين تقولون أنه تزوجها طفلة؟ أليس من الممكن أن يكون هذا القول في هذه الطفولة المزعومة؟ فما هو موقفكم بالضبط؟ هل هو الطعن فيها بسوء الخلق، أم هو الدفاع عنها بأنها طفلة؟

ثم كيف تكون طفلة وتمتلك إمكانيات تسيطر بها على عقل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فإنها لو كانت طفلة لبطل ما تزعمونه في حقها، ولو كانت تمتلك هذه الإمكانيات المزعومة لبطل ما يقال في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - من أنه يتزوج الأطفال، والحق أن الكل باطل.

الحديث الثالث: عن عائشة: أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانا يقولا لها: "إني أعرف غضبك إذا غضبت ورضاك إذا رضيت". قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا غضبت قلت يا محمد وإذا رضيت قلت: يا رسول الله" (١).

والجواب من طرق:


(١) أخرجه أحمد في المسند (٦/ ٣٠) من طريق عباد بن عباد بن حبيب عن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة بهذا اللفظ، وهو لفظ شاذ، وبيان ذلك أن الحديث مداره على هشام بن عروة واختلف عليه في لفظه فرواه عنه عباد بن عباد بهذا اللفظ.
وخالفه جماعة كثيرون منهم:
١ - أبو أسامة عند البخاري (٥٢٢٨)، ومسلم (٢٤٣٨).
٢ - عبدة عند البخاري (٦٠٧٨).
٣ - وسلمان بن بلال عند ابن حبان (٤٤٠٨).
٤ - وعلي بن مسهر عند أبي يعلى (٤٧٦٩).
٥ - حارثة بن هرم العقيمي، عند الطبراني في الكبير (١٨٦٤٩).
٦ - عبد الرحمن بن أبي الزناد، عند الطبراني في الكبير (١٨٦٤٧).
٧ - عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عندا الطبراني في الكبير (١٨٦٤٨). والسياق عندهم بلفظ: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأعرف عضبك ورضاك، قالت: قلت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: إنك إذا كنت راضية قلت: بلى ورب محمد، وإذا كنت ساخطة قلت: لا ورب إبراهيم قالت: قلت: أجل لا أهجر إلا اسمك.
وبمخالفة هؤلاء الرواه لعباد وفيهم من هو أوثق منه يحكم على هذه الرواية بالشذوذ الذي لا يصح الاحتجاج بالرواية مع وجوده.

<<  <  ج: ص:  >  >>