للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن هذا لفظ شاذ فلا يصح الاحتجاج به في مقابل المحفوظ وبيانه في الحاشية.

٢ - أن هذا يخالف ما أقسمت عليه في الرواية المحفوظة التي قالت فيها: والله ما أهجر إلا اسمك.

قال ابن حجر: وقول عائشة أجل يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك

١ - قال الطيبي: هذا الحصر لطيف جدًّا؛ لأنها أخبرت أنها إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب العاقل اختياره لا تتغير عن المحبة المستقرة فهو كما قيل:

إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسما إليك مع الصدود لأميل

٢ - وقال ابن المنير: مرادها أنها كانت تترك التسمية اللفظية ولا يترك قلبها التعلق بذاته الكريمة مودة ومحبة اهـ.

٣ - وفي اختيار عائشة ذكر إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - دون غيره من الأنبياء دلالة على مزيد فطنتها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولى الناس به كما نص عليه القرآن فلما لم يكن لها بد من هجر الاسم الشريف أبدلته بمن هو منه بسبيل حتى لا تخرج عن دائرة التعلق في الجملة. (١)

الحديث الرابع: وقالوا كذلك بعد ذكر الرواية السابقة وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بدوره يغضب منها، ثم ساقوا رواية هذا نصها عن عائشة قالت: دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما فعل الأسير"؟ قالت: لهوت عنه مع النسوة، فخرج فقال مالك: "قطع الله يدك أو يديك"، فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاؤوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي، فقال: "مالك أجننت"؟ قلت: دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان، فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدًا وقال: "اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاةً وطهورًا". (٢)

وهذا حديث صحيح وجواب فهمهم له ما يلي:


(١) فتح الباري (٩/ ٣٢٦).
(٢) مسند أحمد (٦/ ٥٢) والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٨٩) من طريق ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة به، وهذا إسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>