للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة، فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس، فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة، وبذلوا الزكوات، إلا ما كان مالك بن نويرة فإنه متحير في أمره، متنح عن الناس، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه. (١)

وما توقف مالك عن القتال إلا بعدما يئس من الأمر، وأصابته الحيرة، فلما انصرفت سجاح إلى الجزيرة وراجع بنو تميم الإسلام، أقام مالك بن نويرة متحيرًا في أمره واجتمع إليه من تميم بنو حنظلة واجتمعوا بالبطاح فسار إليهم خالد بعد أن تقاعد عنه الأنصار يسألونه انتظار أبي بكر فأبى إلا انتهاز الفرصة من هؤلاء فرجعوا إلى اتباعه ولحقوا به وكان مالك بن نويرة لما تردد في أمره فرق بني حنظلة في أموالهم ونهاهم عن القتال ورجع إلى منزله. (٢)

٥ - قول مالك على النبي -صلى الله عليه وسلم- قولًا لا يليق أن يقال، وهذا هو السبب الأساسي في قتل خالد لمالك:

ولذلك أشار ابن حجر إلى أن هذا هو السبب الأساسي في قتل خالد لمالك فقال: وكان خالد يقول: إنما أمر بقتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ما أخال صاحبكم ألا قال كذا وكذا، فقال له: أوما تعده لك صاحبًا. (٣)

قال ابن كثير: ويقال: بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزكاة، وقال: ألم تعلم أنها قرينة الصلاة؟ فقال مالك: إن صاحبكم كان يزعم ذلك، فقال: أهو صاحبنا وليس بصاحبك؟ (٤).

قال محمد بن سحنون: أجمع العلماء أن شاتم النبي -صلى الله عليه وسلم- المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر، واحتج إبراهيم بن حسين بن خالد الفقيه في مثل هذا بقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة لقوله -عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحبكم، وقال أبو سليمان الخطابي: لا أعلم أحدًا من المسلمين اختلف في


(١) البداية والنهاية (٦/ ٣٥٤).
(٢) تاريخ ابن خلدون (٢/ ٧٣).
(٣) الإصابة في تمييز الصحابة (٥/ ٧٥٥).
(٤) البداية والنهاية (٦/ ٣٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>