للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجوب قتله إذا كان مسلمًا (١).

فقد انضمت عدة قرائن عند خالد لقتل مالك، حتى ولو قلنا بأن هذه اللفظة ليست هي السبب الوحيد في ذلك: قال صاحب مرقاة المفاتيح: وأما قتل خالد -رضي الله عنه- مالك بن نويرة لا قال له كان صاحبكم يقول كذا، فقال خالد: هو صاحبنا وليس بصاحبك فقتله فهو لم يكن لمجرد هذه اللفظة، بل لأنه بلغه عنه الردة وتأكد ذلك عنده بما أباح له به الإقدام على قتله في تلك الحالة. (٢)

٦ - لم يسمع خالد ومن معه أذانًا من قوم مالك: إن أبا بكر مع علمه بردة هؤلاء إلا أنه يريد أن لا يكون لهم حجة في إثبات ردتهم، فأشار إلى خالد بأن يُنذرهم حتى يسمع الأذان، وليس هذا فحسب، بل أيضًا يؤدوا ما عليهم من زكاة، فلو أنه ثبت أن مالك بن نويرة وقومه أذنوا فلماذا إذًا لم يُعطوا الزكاة، مع أن هناك رواية أخرى تدل على أنهم لم يؤذنوا.

الرواية التي تدل علي أنهم لم يسمعوا الأذان: عن أبي قتادة قال: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجهوا إلى الردة أن إذا أتوا دارًا أن يقيموا، فإن سمعوا آذانًا أو رأوا صلاة أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة، وإن لم يسمعوا آذانًا ولا رأوا مصليًا، شنوا الغارة وقتلوا وحرقوا ...... قال: فكنت مع خالد حتى فرغ من قتال طليحة وغطفان وهوازن وسليم. وقد كان خالد بث سراياه فلم يسمعوا آذانًا وقاتلهم قوم بالبعوضة من ناحية المذار فجاءوا بمالك بن نويرة في أسرى من قومه. (٣)

رواية تدل على انهم لم يسمعوا لعدم وجود مؤذنهم: قال أبو اليقظان عن طفيل قال: نزل خالد بالبعوضة وكان أبو الحلال مؤذنهم غائبًا، فلم يؤذن أحد فأغار عليهم فقتل منه ناسًا منهم بشر بن أبي سود الغداني، وأفلت يومئذ مرداس بن أدية وهو ابن عشر سنين. (٤)


(١) الشفا (٢/ ١٨٨).
(٢) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (١٢/ ٤٤٧).
(٣) أخرجه خليفة في تاريخه (١/ ٦٨)، وقد تقدم تخريجه.
(٤) تاريخ خليفة (١/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>