وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٩٧٧)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (٩٤٧) من طريق سليمان بن حرب حدثنا حماد بن يزيد قال قيل لأيوب إن عمرو بن عبيد يروى عن الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" فقال: كذب عمرو. وهذا الأثر مرسل عن الحسن، ومراسيل الحسن شديدة الضعف. قال أحمد بن حنبل: ليس في المرسلات شىء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد اهـ تاريخ دمشق (٤٠/ ٤٠٢)، وتهذيب الكمال (٢٠/ ٨٣)، وجامع التحصيل (٧٩). ذكر شىء من كلام العلماء على هذا الحديث. ١ - قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ٢ - قال ابن كثير رحمه الله: وهذا الحديث كذب بلا شك ولو كان صحيحًا لبادر الصحابة إلى فعل ذلك لأنهم كانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم، وأرسله عمرو بن عبيد عن الحسن البصرى، قال أيوب: وهو كذب. اهـ من البداية والنهاية (٨/ ١٣٣). ٣ - قال أبو جعفر العقيلي: لا يصح في هذا المتن عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء يثبت. ٤ - قال الألباني: موضوع (الضعيفة ٤٩٣٠). وأخرجه الخطيب (١/ ٢٥٩) من طريق محمد بن إسحاق الفقيه: حدثني أبو النضر القازي قال: أخبرنا الحسن بن كثير قال: أخبرنا بكر بن أيمن القيسي -قال: أخبرنا عامر بن يحيى الصريمي قال: أخبرنا أبو الزبير عن جابر مرفوعًا بلفظ: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقبلوه، فإنه أمين مأمون. ثم قال: لم أكتب هذا الحديث إلا من هذا الوجه، ورجال إسناده -ما بين محمد بن إسحاق وأبي الزبير- كلهم مجهولون. قلت -الألباني-: وابن إسحاق هذا: هو المعروف بـ (شاموخ)؛ قال فيه الخطيب: وحديثه كثير المناكير وفي ترجمته ساق هذا الحديث. وساق له قبله حديثًا آخر في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين، واستنكره. وقال الذهبي: هذا موضوع. وقال ابن عدي: هذا اللفظ -مع بطلانه- قد قرىء أيضًا بالباء الموحدة، ولا يصح أيضًا، وهو أقرب إلى العقل؛ فإن الأمة رأوه يخطب على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم ينكروا ذلك عليه. ولا يجوز أن يقال: إن الصحابة ارتدت بعد نبيها -صلى الله عليه وسلم- خالفت أمره، نعوذ بالله من الخذلان والكذب على نبيه! ". اهـ بتصرف. ٤ - قال ابن تيمية: ما ذكره من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن معاوية وأمر بقتله إذا رؤى على المنبر فهذا الحديث ليس في شىء من كتب الإسلام التي يرجع إليها في علم النقل وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوع مختلق على النبي -صلى الله عليه وسلم-. ومما يبين كذبه أن منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- قد صعد عليه بعد معاوية من كان معاوية خيرًا منه باتفاق المسلمين فإن كان يجب قتل من صعد عليه لمجرد الصعود على المنبر وجب قتل هؤلاء كلهم ثم هذا خلاف المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام فإن مجرد صعود المنبر لا يبيح قتل مسلم وإن أمر بقتله لكونه تولى الأمر وهو لا يصلح. =