للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق آخر للحديث: عن علي بن الأقمر قال: وفدنا على معاوية، وقضينا حوائجنا ثم قلنا: لو مررنا برجلٍ قد شهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعاينه. فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حدثنا ما شهدت، ورأيت. قال: إن هذا أرسل إليَّ -يعني معاوية- فقال: لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك. فجثوت على ركبتي بين يديه ثم قلت: وددت أن حدَّ سيف في جندك على عنقي.

فقال: والله ما كنت لأقاتلك، ولا أقتلك، وايم الله ما يمنعني أن أحدثكم ما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيه. رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسل إليه يدعوه -وكان يكتب بين يديه- فجاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: هو يأكل. فقال: لا أشبع الله بطنه، فهل ترونه يشبع؟ قال: وخرج من فجٍّ فنظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي سفيان، وهو راكبٌ، ومعاوية، وأخوه، أحدهما قائدٌ، والآخرُ سائقٌ، فلما نظر إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم العن القائد والسائق والراكب" قلنا: أنت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم، وإلا فصمتا أذناي، كما عميتا عيناي. (١)

والجواب عليه من وجوه:


= أحدٍ ممن ذكر. وأما حديث نصر بن عاصم. فأخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٧٦) ومن طريقه الضياء في المختارة (١٩٩)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة باب من اسمه عاصم. ثلاثتهم عن غسان بن مضر، عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة، عن نصر بن عاصمٍ الليثي، عن أبيه قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسول الله، قال: قلت: ماذا؟ قالوا: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب على منبره فقام رجلٌ فأخذ بيد ابنه فأخرجه من المسجد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله القائد والمقود، ويلٌ لهذه الأمة من فلانٍ ذي الاستاه". قال الهيثمي (٥/ ٤٣٧): رواه الطبراني ورجاله ثقات. اهـ قلت: وهو كما قال، وليس فيه ذكرٌ لمعاوية ولا لأبيه. بل لم يذكر هذا الحديث في أبواب مثالب معاوية من كتب الموضوعات.
(١) موضوع. أخرجه نصر بن مزاحم في كتاب صفين فقال: عن تليد بن سليمان، حدثنى الأعمش، عن علي بن الأقمر به وهذا إسناد فيه تليد بن سليمان رافضي -مشهور بالضعف والتدليس- طبقات المدلسين ت (١٣٢) وقال يحيى بن معين: كذابٌ، كان يشتم عثمان وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دجال لا يكتب عنه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين اهـ من تهذيب التهذيب (٤/ ٣٢٢). وفيه نصر بن مزاحم رافضي جلد قال ابن أبي خيثمة كان كذابا، وقال أبو حاتم زائغ الحديث متروك وقال العجلي كان رافضيا غاليا اهـ. من لسان الميزان (٦/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>