على ظاهرها - حكمة البشر أو النبي سليمان الحكيم حين قال عن نفسه وعن حكمة الله التي تجسدت فيه وفي غيره من البشر:"أنا الحكمة أسكن الذكاء، وأجد معرفة التدابير ... الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله منذ القديم، منذ الأزل مسحت، منذ البدء، منذ أوائل الأرض، إذ لم يكن ينابيع كثيرة المياه، ومن قبل أن تقرر الجبال أبدئت، قبل التلال أبدئت"(الأمثال ٨/ ١٢ - ٢٥)، فقد أضحى سليمان أو الحكمة البشرية - وفقا للفهم الظاهري الحرفي - مسيحًا للرب منذ الأزل، وقول بعض النصارى: إن سفر الأمثال كان يتحدث عن المسيح - عليه السلام -، لا دليل عليه، فسفر الأمثال قد كتبه سليمان كما في مقدمته "أمثال سليمان بن داود"(الأمثال ١/ ١)، وقد تكرر في مواضع متفرقة منه استمرار سليمان الحكيم في الحديث، وهو يقول:"يا ابني أصغ إلى حكمتي"(الأمثال ٥/ ١)، وانظر (الأمثال ١/ ٨، ٣/ ١، ٣/ ٢١، ٥/ ١، ٧/ ١ وغيرها)، فالتحدث في السفر هو سليمان - عليه السلام - والحكمة المتجسدة فيه. وسليمان هو الموصوف بالحكمة في الكتاب المقدس، وأي حكمة؟ حكمة الله، فقد رأى معاصروه فيه حكمة الله "وَلمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحُكْمِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ الملِكُ خَافُوا المُلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ الله فِيهِ لإِجْرَاءِ الْحُكْمِ"(الملوك (١) ٣/ ٢٨). ويمضي السفر ليبين لنا عظم حكمة الله، التي حلمت وتجسدت فيه، فيقول:" وأعطى الله سليمان حكمة وفهمًا كثيرًا جدًّا ... وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر، وكان أحكم من جميع الناس ... وكان صيته في جميع الأمم حواليه ... وكانوا يأتون من جميع الشعوب؟ ليسمعوا حكمة سليمان، من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته"(الملوك (١) ٤/ ٢٩ - ٣٤).
وفي سفر الأيام "مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَنَعَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، الَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ المُلِكَ ابْنًا حَكِيمًا صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، الَّذِي يَبْنِي بَيْتًا لِلرَّبِّ وَبَيْتًا لمُلْكِهِ"(الأيام (٢) ٢/ ١٢)، فالحكيم هو سليمان الذي شرفه الله ببناء بيته.
٨ - وكلمة "منذ الأزل مسحت" لا تدل على المسيح عيسى ابن مريم؛ إذ "المسيح"