وممّا سبق بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل هذه الروايات تكمن في الواقدي، وهشام الكلبي، وأبي مخنف، بالإضافة إلى رواية البيهقي التي من طريق عبد الله بن جعفر. أما الروايات التي جاءت من طريق الواقدي فهي تالفة، . قال أبو حاتم والنسائي عن الواقدي: "متروك الحديث". وأما الروايات التي من طريق أبي مخنف، فقد قال عنه قال أبو حاتم: "متروك الحديث". وقال ابن عدي: "حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين، ولا يبعد أن يتناولهم، وهو شيعي محترق، صاحب أخبارهم، وإنما وصفته لأستغني عن ذكر حديثه، فإني لا أعلم له من الأحاديث المسندة ما أذكره، وإنما له من الأخبار المكروهة الذي لا أستحب ذكره". وأما هشام الكلبي فقد قال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة. لسان الميزان (٦/ ١٩٦). مناقشة الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض: أما الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض، وهي التي أخرجها ابن الجوزي في المنتظم أحداث سنة (٦٣) من طريق المدائني، عن أبي قرة، عن هشام بن حسّان: ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج، والرواية الأخرى التي أخرجها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان: قال: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن المغيرة قال: أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام. فزعم المغيرة أنه افتض ألف عذراء، فالروايتان لا تصحان للعلل التالية: أما رواية المدائني فهي منقطعة بين هشام بن حسان والواقعة لأنه لم يدركها ولم يذكر من حدثه بها قال الذهبي: وما علمت له شيئا عن الصحابة والظاهر أنه رأى أنس بن مالك فإنه أدركه وهو قد اشتد. اهـ من سير أعلام النبلاء (٦/ ٣٥٥) وأبو قرة لم أعرف من هو ولم أقف عليه في تلاميذ هشام ولا في شيوخ المدائني إلا في هذا الإسناد والذي وقفت عليه في أنساب الأشراف (٢/ ٩٢) أبو قرة مولى عباد بن زياد وبينه وبين المدائني أبو قحافة وفي (٢/ ٤٤٨٩) بينه وبينه عبد الحميد الأشج. وأيضا فقد قال الشيباني: ذكر ابن الجوزي حين نقل الخبر أنه نقله من كتاب الحرّة للمدائني، وهنا يبرز سؤال ملح: وهو لماذا الطبري والبلاذري، وخليفة، وابن سعد، وغيرهم لم يوردوا هذا الخبر في كتبهم، وهم قد نقلوا عن المدائني في كثير من المواضع من تآليفهم؟ قد يكون هذا الخبر أُقحم في تآليف المدائني، وخاصة أن كتب المدائني منتشرة في بلاد العراق، وفيها نسبة لا يستهان بها من الرافضة، وقد كانت لهم دول سيطرت على بلاد العراق، وبلاد الشام، ومصر في آن واحد، وذلك في القرن الرابع الهجري، أي قبل ولادة ابن الجوزي رحمه الله، ثم إن كتب المدائني ينقل منها وجادة بدون إسناد" ا. هـ. - في إسناد البيهقي عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان: قال: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن المغيرة به. =