للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وبيان ذلك ما يلي: - قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "هذه الرواية التي ذكرت عن أحمد منقطعة ليست ثابتة عنه، ثم إن الآية لا تدل على لعن المعيّن" ا. هـ من المنهاج (٤/ ٥٧٣).
- ثبت عن الإمام أحمد النهي عن اللعن، كما في رواية صالح نفسه، أن أحمد قال: "ومتى رأيت أباك يلعن أحدًا، لما قيل له ألا تلعن يزيد" اهـ من المصدر السابق، وحين سأل عصمة بن أبي عصمة أبو طالب العكبري الإمام أحمد عن لعن يزيد، قال: "لا تتكلم في هذا. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعن المؤمن كقتله"، وقال: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم". وقد كان يزيد فيهم فأرى الإمساك أحب إليّ" ا. هـ.
- قال الخلال: "وما عليه أحمد هو الحق من ترك لعن المعيّن، لما فيه من أحاديث كثيرة تدل على وجوب التوقي من إطلاق اللعن".
- قال تقي الدين المقدسي: "إن المنصوص عن أحمد الذي قرره الخلال اللعن المطلق لا المعيّن، كما قلنا في نصوص الوعد والوعيد، وكما نقول في الشهادة بالجنة والنار، فإنا نشهد بأن المؤمنين في الجنة، وأن الكافرين في النار، ونشهد بالجنة والنار لمن شهد له الكتاب والسنة، ولا نشهد بذلك لمعيّن إلا من شهد له النص، أو شهدت له الاستفاضة على قول، ثمّ إن النصوص التي جاءت في اللعن جميعها مطلقة، كالراشي والمرتشي-، وآكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه" ا. هـ.
- اختلاف الحنابلة -رحمهم الله- في تجويز لعن يزيد إنما جاء باعتماد بعضهم على رواية صالح المنقطعة، والتي لا تثبت عن الإمام أحمد رحمه الله، لذلك اعتمد أبو يعلى على تلك الرواية فألف كتابًا ذكر فيه بيان ما يستحق من اللعن، وذكر منهم يزيد، وتابعه في ذلك ابن الجوزي -رحمه الله- فألف كتابًا سمّاه" الرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد"، وأباح فيه لعن يزيد بن معاوية. ولم يقتصر ذلك على بعض فقهاء الحنابلة بل امتد إلى غيرهم، فتابع السيوطي ابن الجوزي في ذلك، وإلى ذلك ذهب ابن حجر -رحمه الله- وذكر أن الإمام أحمد يجيز لعن يزيد، بينما شذّ أبو المعالي حينما نقل الاتفاق على جواز لعن يزيد بن معاوية.
خامسًا: استدلوا على جواز لعنه بأنه كان يقارف المسكرات، وينكح أمهات الأولاد، والبنات، والأخوات، ويدع الصلوات:
نقل الطبري روايتين عن أبي مخنف (تاريخ الطبري (٣/ ٣٥٠، ٣٥١).
ونقل البلاذري عدة روايات عن الواقدي، وعوانة كما في أنساب الأشراف باب خبر يوم الحرة. ونقل ابن سعد (٥/ ٣٨)، (٥/ ٦٦)، ومن طريقه ابن عساكر (٢٧/ ٤٢٩) من طريق الواقدي وذكر ابن كثير (٨/ ٢٥٠) وقال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا ابن عائشة عن أبيه. قال: كان يزيد في حداثته صاحب شراب. اهـ
ومحمد بن زكريا قال الدارقطني: يضع الحديث. اهـ لسان الميزان (٦/ ١٥٨).
ونقل البيهقي، . ونقل الطبري، وخليفة بن خياط، وأبو الحسن العبدي، وابن كثير، والذهبى، وابن حجر على رواية جويرية بن أسماء عن أشياخ أهل المدينة، ونقل ابن سعد عن الواقدي نصًا واحدًا. ونقل البياسي عن أبي مخنف نصًا واحدًا. ونقل ابن عساكر عن عمر بن شبة باتهام يزيد بشرب الخمر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>