للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْتُ بَلَى وَالله إني لأَهَابُكَ، قالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمَ أهلي فَكَانَتْ لي هُرَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ، فَكُنْتُ أَضَعُهَا بِاللَّيْلِ في شَجَرَةٍ؛ فَإِذَا كَانَ النَّهَارُ ذَهَبْتُ بِهَا معي فَلَعِبْتُ بِهَا فكنوني أَبا هُرَيْرَة. (١)

وثبت في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أبا هر" وثبت أنه قال له: "يا أبا هريرة".

نسبه: قال خليفة بن خياط: ومن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو هريرة اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي أصعب بن منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس. (٢) وكذلك قاله: ابن حزم (٣)، وابن عبد البر (٤)، السمعاني (٥)، والذهبي. (٦)

فهو دوسي من بني دوس بن عدثان وهم بطون من الأزد بن الغوث، والأزد قبيلة يمانية قحطانية مشهورة ونسبه معروف محفوظ إلى جده الأعلى الأزد كما تقدم.

وبهذا الذي ذكرناه يظهر زيف من يدعي أن أبا هريرة مجهول النسب، بل نزيد هنا ونقول: إن ابن إسحاق صاحب كتاب السيرة المعروف يقول عنه: إنه كان ذا شرف ومكانة، وكان وسيطًا في دوس، حيث يحب أن يكون منهم.

صفته - رضي الله عنه -: قال عبد الرحمن بن لبيبة: أتيت أبا هريرة وهو آدم بعيد ما بين المنكبين، ذو ضفيرتين أفرق الثنيتين، وقال محمد بن سيرين: كان أبو هريرة لينًا أبيض، وكان يخضب، وكان يلبس ثوبين ممشقين، وقال ابن سيرين: كان أبو هريرة أبيض لينًا لحيته حمراء. (٧)

إسلامه: أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لزمه وواظب عليه


(١) حسن. أخرجه الترمذي في السنن (٣٨٤٠)، وحسنه ابن حجر كما في الإصابة ٧/ ٤٢٦.
(٢) طبقات خليفة بن خياط (١٩٢).
(٣) جمهرة انساب العرب (١٥٨).
(٤) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٤/ ٣٣٤.
(٥) الأنساب (٣/ ٥٠٦، ٥٠٧).
(٦) سير أعلام النبلاء (٢/ ٥٧٨).
(٧) سير أعلام النبلاء (٢/ ٥٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>