للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أخذوا بالضرب نحو الجمل، بغية قتل عائشة لكن اللَّه نجاها، فأخذت تنادي: أوقفوا القتال، وأخذ عليّ ينادي وهو من خلف الجيش: أن أوقفوا القتال، وقادة الفتنة مستمرين، فقامت أم المؤمنين بالدعاء على قتلة عثمان قائلة: اللهم العن قتلة عثمان، فبدأ الجيش ينادي معها، وحين سمع علي -رضي اللَّه عنه- أثناء المعركة أهل البصرة يضجون بالدعاء، قال: ما هذه الضجة؟ فقالوا: عائشة تدعو ويدعون معًا على قتلة عثمان وأشياعهم، فأقبل عليّ يدعو ويقول: اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم. (١)

وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣)، أن عليًا سمع يوم الجمل صوتًا تلقاء أم المؤمنين فقال: انظروا ما يقولون، فرجعوا فقالوا: يهتفون بقتلة عثمان، فقال: اللهم أحلل بقتلة عثمان خزيًا.

ويؤيد هذا الخبر ما أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة بإسناد صحيح، من طريق محمد بن الحنفية قال: بلغ عليًا أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال: وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم اللَّه في السهل والجبل، قال مرتين أو ثلاثًا. وارتفعت أصوات الدعاء في المعسكرين. (٤)

يقول الحارث بن سويد الكوفي -شاهد عيان ثقة ثبت- لقد رأيتُنا يوم الجمل، وإن رماحنا ورماحهم لمتشاجرة ولو شاءت الرجال لمشت عليه، يقولون: اللَّه أكبر، سبحان اللَّه، اللَّه أكبر. (٥)، ثم إن أهل الفتنة أخذوا يرشقون جمل أم المؤمنين بالنبال وعليّ يصرخ فيهم أن كفوا عن الجمل، لكنهم لا يطيعونه فصار الجمل كالقنفذ من كثرة النبال التي علقت به. (٦)

ويقدم الأشتر نحو الجمل فوقف له ابن الزبير فتقاتلا، ولهذا شاهد من حديث أخرجه


(١) تاريخ الطبري (٤/ ٥١٣).
(٢) ابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ٢٧٧).
(٣) البيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٨١).
(٤) فضائل الصحابة للإمام أحمد (١/ ٤٥٥).
(٥) تاريخ خليفة (١٩٨) بإسناد صحيح.
(٦) تاريخ الطبري (٤/ ٥١٣، ٥٣٣) من طريق سيف بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>