للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي شيبة في المصنف (١) بإسناد رجاله ثقات: أن الأشتر وابن الزبير التقيا فقال ابن الزبير: فما ضربته ضربة حتى ضربني خمسًا أو ستًا، ثم قال: فألقاني برجلي، ثم قال: واللَّه لولا قرابتك لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما تركت منك عضوًا مع صاحبه، قال: وقالت عائشة: واثكل أسماء، قال: فلما كان بعد أعطت الذي بشرها به أنه حيّ عشرة آلاف.

أما قصة صراع ابن الزبير مع الأشتر وقول ابن الزبير: اقتلوني ومالكًا، تعارضها الروايات الصحيحة، فقد أخرج الطبري (٢) بسند صحيح عن علقمة أن الأشتر لقي ابن الزبير في الجمل فقال: فما رضيت بشدة ساعدي أن قمت في الركاب فضربته على رأسه فصرعته. قلنا فهو القائل: اقتلوني ومالكًا؟ قال: لا، ما تركته وفي نفسي منه شيء، ذاك عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، لقيني فاختلفنا ضربتين، فصرعني وصرعته، فجعل يقول: اقتلوني ومالكًا، ولا يعلمون من مالك فلو يعلمون لقتلوني. (٣)

هنا وصل القعقاع إلى الجمل فخاف على أم المؤمنين أن تصاب فبدأ ينادي بالانسحاب فأخذ الجمل محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه، فقتل -رضي اللَّه عنه- فأخذ القعقاع الجمل وسحبه خارج المعركة.

أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (٤) بسند صحيح أن عبد اللَّه بن بديل قال لعائشة: يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلتُ ما تأمريني، فقلتِ الزم عليًا؟ فسكتت فقال: اعقروا الجمل فعقروه قال: فنزلت أنا وأخوها محمد واحتملنا الهودج حتى وضعناه بين يدي عليّ، فأمر به علي فأدخل في بيت عبد اللَّه بن بديل. وأورده الحافظ في الفتح. (٥)

هنا علي -رضي اللَّه عنه- أصدر الأوامر بأن لا تلحقوا هاربًا ولا تأخذوا سبيًا فثار أهل الفتنة وقالوا: تحل لنا دماؤهم ولا تحل لنا نساؤهم وأموالهم؟ فقال عليّ: أيكم يريد عائشة في سهمه فسكتوا،


(١) ابن أبي شيبة في المصنف (١١/ ١٠٨)، (١٥/ ٢٥٧).
(٢) تاريخ الطبري (٤/ ٥٢٠).
(٣) ابن أبي شيبة في المصنف (١٥/ ٢٢٨).
(٤) السابق.
(٥) الحافظ في الفتح (١٣/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>