للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وفي الصحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم رجل: ". . .، ورجل بايع رجلًا لا يبايعه إلا للدنيا إن أعطاه ما يريد وفّى له وإلا لم يفِ له. . . " الحديث. (١)

٧ - وفي الصحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". (٢)

١١ - ومن الأدلة على أن موقف عليّ هو الصواب: أنَّ عليًا -رضي اللَّه عنه- كان قد بايعه أهل الكوفة ولم يكن في وقته أحق منه بالخلافة وهو خليفة راشد تجب طاعته، ومعلوم أن قتل القاتل إنما شرع عصمة للدماء، فإذا أفضى قتل الطائفة القليلة إلى قتل أضعافها لم يكن هذا طاعة ولا مصلحة، وقد قتل بصفين أضعاف أضعاف قتلة عثمان -رضي اللَّه عنه-.

١٢ - وأيضًا فقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث المتفق على صحته: "تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق" يدل على أن عليًّا وأصحابه أدنى إلى الحق من معاوية وأصحابه، فلا يكون معاوية وأصحابه في قتالهم لعليّ أدنى إلى الحق.

١٣ - وكذلك حديث عمار بن ياسر "تقتلك الفئة الباغية" قد رواه مسلم في صحيحه من غير وجه، ورواه البخاري - لكن في كثير من النسخ لم يذكره تامًا.

وأما تأويل من تأوله أن عليًا وأصحابه قتلوه، وأن الباغية الطالبة بدم عثمان، فهذا من التأويلات الظاهرة الفساد التي يظهر فسادها للعامة والخاصة. والحديث ثابت في الصحيحين، وقد صححه أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، وإن كان قد روى عنه أنه ضعفه فآخر الأمرين منه تصحيحه.

قال يعقوب بن شيبة في مسنده في المكيين في مسند عمار بن ياسر لما ذكر أخبار عمار: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في عمار تقتلك الفئة الباغية؟ فقال أحمد قتلته الفئة الباغية كما قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال في هذا غير حديث صحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وكره


(١) رواه البخاري (٦٧٨٦).
(٢) منهاج السنة (٤/ ٤١٠) وما بعدها، والحديث رواه البخاري (٦٧٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>