للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه إحصائيات قديمة ونحن اليوم في عصر الانفتاح الإعلامي وانتشار شبكة الإنترنت في البيوت.

يقول الأستاذ محمد رشيد العويد: (١)

حين هاجم الداعون إلى التحرر -بل التحلل- من خلق العفة، قالوا: إنها -أي العفة- تسبب الكبت، والكبت يسبب العقد النفسية.

وحين يحاربون هذا الكبت، لينقذوا المجتمع منه، دفعوا المرأة إلى الخروج من بيتها سافرة بزينتها، ودعوا إلى الاختلاط، قالوا إن الاختلاط يجعل الأمور عادية، فلا ينظر الرجل إلى المرأة نظرة شهوة، فهي معه في كل مكان، في الشارع والعمل، وسيارة المواصلات العامة.

وصدق من صدق، فبعد أن كان من يدعو إلى هذا واحدًا أو اثنين، صاروا خمسة وستة، ثم صارت لهم مجلات وصحف وجمعيات، تحمل دعوتهم وتروج لها.

وتصدى لهم أهل الصلاح والتقوى، من الشيوخ والعلماء، حذروا من مغبة هذه الدعوات، وذكروهم بأنها تخالف شرع اللَّه، وكل ما خالف شرع اللَّه فهو باطل. . ولا يأتي بخير.

ومضى أهل الباطل في دعواتهم الفاسدة، يمدهم شياطين الإنس والجن، يمدونهم بما يعينهم على ما مضوا فيه، وذهبوا إليه، حتى مكنوهم مما أرادوا. . وكان ما كان من نتائج مفزعة، أيقظت من كان غافلًا، ونبهت من كان سادرًا، فبدأت دعوات الخير تقوى، وأصوات الحق ترتفع، وعادت ملايين المسلمات إلى دينهن، وحجابهن، قبل فوات الأوان. والصحوة الإسلامية ماضية إن شاء اللَّه، حتى يقوم المجتمع الإسلامي كما أراده اللَّه.

ونريد هنا، أن نبين لدعاة الباطل أي كارثة كانوا يسوقون إليها مجتمعاتنا، وأي غابية رهيبة كانت ستؤول إليها. . لولا لطف اللَّه وعنايته. سنجبلهم إلى المجتمع الغربي الذي انطلقت، أول ما انطلقت، دعواتهم فيه، فمنه صدرت نظريات فرويد في رد كل شيء إلى الجنس،


(١) رسالة إلى حواء (٤٥٥ - ٤٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>