للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكبت الجنسي، ومنه -من الغرب- انطلقت دعوات الحرية الجنسية، والاختلاط، والتحلل. . فهل نجحوا في تهذيب المشاعر، وتلطيف الغريزة الجنسية، كما كانوا يزعمون؟ ! .

الاختلاط عندهم في المدارس والجامعات، في المؤسسات والشركات، في المحال والمنتديات. والمرأة عندهم تخرج كما تشاء، وتلبس ما تشاء، تستر ما تشاء وتكشف ما تشاء. والقانون لا يحاسبها إذا زنت ما دامت راضية، كما لا يحاسب الشاب كذلك. اليس هذا ما أرادوه؟

حسن. النتيجة التي أرادوها لهذا، وهي تلطيف المشاعر الجنسية، لم تتحقق! بل العكس، اكتسبت طبيعة حيوانية بشعة في صورة: الاغتصاب في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من نصف مليون عملية اغتصاب سنويًا.

وفي مدينة لوس أنجلوس -التي أصبحت تشتهر بأنها عاصمة حوادث الاغتصاب في العالم- تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل ثلاث فتيات في سن ١٤ عامًا معرضة للاغتصاب في تلك المدينة. وفي عام واحد أدخل إلى غرف الطوارئ، في مستشفيات المدينة، ٣٦٤٦ ضحية اغتصاب أي: عشر حوادث اغتصاب كل يوم في مدينة واحدة!

لقد بلغت الحالة ذروتها من السوء إلى حد دفع لحاكم ولاية كاليفورنيا أن يعلن في حديث تلفزيوني حربًا لمدة عشر سنوات بكلفة خمسة مليارات دولار لمكافحة الجريمة.

وقال: إن مستوى الخوف، ودرجة العنف البشعة ضد الصغار والكبار على حد سواء، أوجدت جوًا من شأنه تعويض حقنا الأساسي في أن نكون أحرارًا في مجتمعنا.

وتأملوا عبارته الأخيرة: (أن نكون أحرارًا في مجتمعنا)، فهذا هو المفهوم الحقيقي للحرية، فحين أكون آمنًا فأنا على قدرٍ كبيرٍ من الحرية، أما حين تكون زوجتي وابنتي وأختي مهددات بالاغتصاب، فأي حرية هذه؟ !

ولننتقل إلى أوروبا، لنقرأ في ملفات الأمن عن بعض حوادث الاغتصاب، إنهم يقولون: إن مرتكبي جرائم الاغتصاب كثيرًا ما يكونون أناسًا عاديين سنحت لهم الفرصة فلجؤوا إلى الاغتصاب، أي: أنهم لم يكونوا ليغتصبوا لو لم تكن المرأة قريبة منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>