وكان من النساء المسلمات من اشتغلن بالفقه والتدريس، ومنهن من اشتغلن بالطب والسياسة والاجتماع، والكثرة الكاثرة منهن اشتغلن بالتدريس، وكان عدد لا بأس به منهن قد انقطعن لتدريس العلوم الدينية.
وقد اشتُهر عدد كبير منهن في معظم مجالات العلم، يلتمس في كتب الطبقات مثل:"طبقات المحدثين"، "طبقات الأدباء"، "طبقات الأطباء" وغيرها، كما يلتمس في الكتب الموسعة، ولا نستطيع هنا أن نذكر مسردًا بأسمائهن، حتى لا نخرج عن سمت الكتاب. اهـ.
يقول الأستاذ إبراهيم النعمة: هكذا غرس الإسلام في نفس المرأة المسلمة خطب الجمع والعيدين وهي من وسائل التعليم والتربية وتهذيب النفوس. فقد أمر الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أن تخرج البنات البالغات، أو اللائي قاربن المحيض واللائي تكون في حالة الحيض في عيدي الفطر والأضحى؛ ليتعلمن ما ينفعهن من تعاليم الإسلام (١).
فكانت هذه الأحاديث وغيرها دروسا قيمة ألقاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على ذلك المجتمع الذي غرق في ازدراء المرأة إلى الأذقان. . وقد أثمرت دروسه تلك، وآتت نتائج طيبة حيث أقبلت النساء في صدر الإسلام على رواية الحديث إقبالا عظيمًا، حتى أتى ابن سعد في الجزء الذي عقده من طبقاته لرواية الحديث من النساء على سبعمائة امرأة روين عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أو عن بعض أصحابه. وترجم ابن حجر في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" لثلاثة وأربعين وخمسمائة وألف من المحدثات، وشهد لهن بالعلم ووثقهن.
وقد كتب كثير من العلماء الأوائل عن مراكز بعض النساء العلمية كالخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" والنووي في "تهذيب الأسماء واللغات" والسخاوي في "الضوء اللامع". . . إلخ، ونبغ في التاريخ الإسلامي عالمات خلد التاريخ ذكرهن، فكانت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي اللَّه عنها- عالمة جليلة، تحدث الناس، وتصحح للصحابة وتفتيهم، بل