وتستدرك على فتاواهم وأقوالهم، حتى ألف الإمام بدر الدين الزركشي كتابا سماه "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة".
وكانت السيدة فاطمة بنت الشيخ علاء الدين السمرقندي مثلًا من آلاف الأمثلة التي يزخر بها تاريخنا الإسلامي، فقد درست العلوم والفنون حتى صارت الفتوى تخرج من بيت والدها وعليها خطها وخط والدها، فلما تزوج الشيخ علاء الدين الكاساني صارت الفتوى تخرج وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها. بل كانت ترد زوجها إلى الصواب إذا أخطأ وهو من هو في العلم، هو الذي شرح تحفة الشيخ السمرقندي حتى قيل: شرح تحفته وزوجه ابنته.
ومن العالمات اللائي خلد التاريخ ذكرهن: أم الواحد: ستيتة بنت القاضي الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي التي كانت من أحفظ الناس للفقه الشافعي. وكانت تحدث ويكتب عنها الحديث، وكانت تفتي من العلماء. توفيت سنة ٣٧٧ هـ.
وكانت أم الفتح بنت القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة من أعلم زمانها. كانت تتسم بتمسكها الشديد بتعاليم الإسلام، وكانت عاقلة رزينة حصيفة. أخذ عنها كثير من العلماء كثيرًا من العلوم توفيت سنة ٣٩٠ هـ.
وكانت زينب بنت عبد الرحمن الشعري عالمة جليلة. وقد أخذ عنها أعيان العلماء رواية وإجازة. وممن أجازها الحافظ أبو الحسن الفارسي، وأبو القاسم الزمخشري صاحب تفسير "الكشاف" وقد أجازت هي ابن خلكان وكان صغيرًا؛ تشجيعًا له.
أما كريمة بنت أحمد المروزي، فكانت من أعلم الناس بالحديث بمكة، وقد قرأ عليها الخطيب البغدادي "صحيح البخاري".
وكانت عنيدة جدة أبي الخير التيناني الأقطع تجلس للتدريس فيجلس أمامها خمسمائة تلميذ من الرجال والنساء. وقل مثل ذلك عن الشيخة شهدة التي كانت تلقب بـ (فخر النساء). ونفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسين بن علي. . . إلخ.