للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجنح في التعامل مع زوجته إلى أي إساءة بضرب أو شتيمة بلسان، حتى ولو بدر منها خطأ أو نشوز، أي: إن الالتزام الحقيقي بالإسلام يشكل لدى كل من الزوجين صمام أمان ضد تطاول الآخر بالسوء في حق صاحبه، وإن تجاوز كلُّ منهما الحدَّ لبعض الوقت.

والبيوتات الإسلامية عندنا، خير شاهد ناطق بما نقول.

أما البيوتات الأخرى. فإنما وبال جنوحها عليها ومن الأعاجيب التي يعرفها الناس جميعًا -ولا عجب- أن الذين يتظاهرون بالغيرة على المرأة وحقوقها، من حيث ينتقصون الإسلام ويعيبون فيه آية النشوز التي ورد فيها ذكر الضرب، هم أسرع الناس إيذاء لزوجاتهم، وأطولهم أيْدي إليهن بالضرب واللكم. وفي الذهن أسماء كثيرة، وقصص مؤلمة مثيرة، ولكن اللَّه أمر بالسّتر.

قلت: نعم أمر اللَّه بالستر، ولكن هؤلاء لا يستحقون الستر، فإنهم على ما هم فيه يلقون التهم على الإسلام فهم كما قال الشاعر: رمتني بدائها وانسلت.

فنحن نقول بأنهم أسرع الناس إيذاءً لزوجاتهم.

دليل ذلك ما ذكره، الأستاذ/ محمد رشيد العويد:

من أن دراسة أمريكية جرت في عام (١٤٠٧ هـ) (١٩٨٧ م) أشارت إلى أن "٧٩%" من الرجال يقومون بضرب النساء، بخاصة إذا كانوا متزوجين بهن، وكانت الدراسة قد اعتمدت على استفتاء أجراه د/ جون بيرير الأستاذ المساعد لمادة علم النفس في جامعة "كارولينا الجنوبية" بين عدد من طلبة الجامعة.

وقد أشارت الدراسة إلى أن استعداد الرجال لضرب زوجاتهم عالٍ جدًّا، فإذا كان هذا بين طلبة الجامعة، فلا شك في أنه أعلى نسبة بين من هم دونهم تعليمًا. (١)

وفي دراسة أعدها المكتب الوطني الأمريكي للصحة النفسية: جاء أن "١٧%" من النساء اللواتي يدخلن غرف الإسعاف: هن ضحايا ضرب الأزواج أو الأصدقاء. وأن


(١) من أجل تحرير حقيقي للمرأة صـ ٢٤: ١٦ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>