للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمجموعها التكامل لا التماثل، وهو العليم الحكيم (١).

قال محمد محمد معافي:

الكائنات كلها من إنسان، أو حيوان، أو نبات تعبد ربها وخالقها، وتوحده؛ فطرت وجبلت على هذا وصار جزءًا من تكوينها ومن خلقتها لا ينكر ذلك إلا جاحد أو جاهل، وقد تواترت الأدلة على هذا من الكتاب والسنة والوقائع والشواهد؛ فمن الكتاب الكريم قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨) وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤) وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (٤٨) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٤٩)}.

نعم وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الحيوانات لديها بعض السلوكيات الغريبة التي لا تفسير لها إلا أنها عبودية للَّه سبحانه وتعالى، فهي نفس ما يفعله المؤمن ويصنعه تعبدًا للَّه وتقربًا إليه سبحانه وتعالى من صيام، ودعاء، وتوجه إليه سبحانه (٢).

يقول مختار سالم: اكتشف علماء الطبيعة أن الإنسان ليس هو الكائن الحي الذي يصوم؛ وإنما جميع المخلوقات الحية في الكون تمر بفترة صوم اختياري مهما توفر لها الغذاء في الطبيعة حولها، فالحيوانات تصوم؛ فهناك من الحيوانات ما يسكن في جحره أيامًا وربما شهورًا متوالية يمتنع فيها عن الحركة والأكل، والطيور أيضًا تصوم؛ فمن الطيور ما يكمن في عُشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينة كل عام، والأسماك أيضًا تصوم؛ فبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيط أو قاع النهر لفترة معينة بدون أكل، والحشرات كذلك


(١) {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} ١/ ٢١.
(٢) في مقال: (أممية الحيوانات)؛ موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (www.٥٥ a.net).

<<  <  ج: ص:  >  >>