للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوثق بشيء منها) (١).

٥ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ادعوا (أي النصارى) أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - صدَّق بجميع ألفاظ الكتب التي عندهم. فجمهور المسلمين يمنعون هذا، ويقولون: إن بعض ألفاظها بُدِّل كما قد بُدِّل كثير من معانيها) (٢).

٦ - قال ابن القيم: وقولهم "إن نسخ التوراة متفقة في شرق الأرض ومغاربها" كذب ظاهر، فهذه التوراة التي بأيدي النصارى تخالف التوراة التي بأيدي اليهود، والتي بأيدي السامرة تخالف هذه وهذه، وهذه نسخ الأناجيل يخالف بعضها بعضًا ويناقضه. فدعواهم: أن نسخ التوراة والإنجيل متفقة شرقا وغربًا من البهت والكذب الذي يروجونه على أشباه الأنعام، وأن هذه التوراة التي بأيدي اليهود فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم، وهم يعلمون قطعًا أن ذلك ليس في التوراة التي أنزلها الله على موسى، وأن هذه الأناجيل التي بأيدي النصارى فيها من الزيادة والتحريف والنقصان ما لا يخفى على الراسخين في العلم، وهم يعلمون قطعًا أن ذلك ليس في الإنجيل الذي أنزله الله على المسيح) (٣).

وقد بَيَّنَ أنواع التحريف الواقع في أسفار أهل الكتاب بشتى أنواعه (اللفظي والمعنوي.

٧ - يقول اللواء أحمد عبد الوهاب رحمه الله: لم تعد أسفار المسيحيين الدينية كتابًا مقدسًا، فهذا هو واقع الحال الآن. فبعد أن كانت طبعات تلك الأسفار تصدر معنونة باسم: "الكتاب المقدس"، إذ بها تصدر الآن وقد جردت من القداسة فصار عنوانها: "الكتاب"!

فمثلًا صدرت ترجمة الملك جيمس الإنجليزية، التي اعتمدت عام ١٦١١ م هكذا: الكتاب المقدس the holy bible

ولكن صدرت الترجمة الإنجليزية التي شارك فيها اثنان وثلاثون عالمًا في منتصف هذا


(١) المصدر السابق ص ٣٢.
(٢) الجواب الصحيح ٢/ ٤٠٧.
(٣) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى ص ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>