للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان شاذاً وأسلم، فهل يجوز له أخذ أدوية لعلاج ضعف ميله للنساء

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب عمري ١٨ عام، اعتنقت الإسلام منذ وقت قصير، وأريد أن أكون مسلماً متمسكاً بديني، ولكن هناك بعض العقبات التي تواجهني، فنظراً لأنني كنت شاذا في السابق، أجدني غير ميّال إلى النساء، ولا أرغب فيهن، على الرغم من أني أريد أن أتزوج ويكون لي أولاد، ولكن كيف السبيل إلى ذلك والحالة هذه؟ وهل يجوز لي استخدام حبوب الفياجرا؟ أنا أعلم أن هذا الموضوع لا ينبغي طرحه، ولكني بحاجة إلى المساعدة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نحمد الله تعالى على أن من عليك بنعمة الهداية إلى الإسلام، فو الله إنه لخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك: يوم أن شرح الله صدرك لدينه، ونسأل الله أن يثبتك على الدين الحق، وأن يزيدك إيمانا، ويقينا، وهدى.

ومن فضل الله عليك أن أذهب عليك ما كنت عليه من قبل من أمر الشذوذ؛ فذا لا يليق بمسلم عرف ربه، وإنما هذا يليق بالشرك وأهله!!

وبخصوص مشكلتك: فما دام عندك أصل الرغبة في الزواج وإنجاب الأولاد، والمقدرة على ذلك، فالذي يظهر أن ما تشكوه من عدم الميل إلى النساء إنما هو أحد الآثار السلبية للمارسات الشاذة، وما دمت قد من الله عليك، فأقلعت عنها، فنرجو أن تزول عنك آثارها جميعا، إن شاء الله، وننصحك أن تراجع بعض الأطباء المختصين الثقات في ذلك الأمر، فلعل الله أن ييسر لك سبل الخلاص من تلك الآثار السلبية، كما من الله عليك فأقلعت عن هذه الممارسات، وتركت الشرك وأعماله.

ولتعلم أن ضعف الشهوة، أو ضعف الميل إلى النساء، هو مرض وداء كغيره من الأدواء، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له الدواء المناسب له، فلا حرج عليك في البحث عن العلاج المناسب لحالك، سواء كان ذلك عن طريق الأطعمة المناسبة، ونحوها من الأمور الطبيعية، أو عن طريق الأدوية المصنعة.

قال القرطبي رحمه الله:

" وإن رأى الرجل من نفسه عجزا عن إقامة حقها في مضجعها أخذ من الأدوية التي تزيد في باهه وتقوي شهوته حتى يعفها " انتهى.

"تفسير القرطبي" (٣/١٢٤) .

وأما بخصوص الفياجرا تحديدا، فالمحذور في شأنها ما تسببه من الأضرار، وما ينتج عنها من الأعراض الجانبية، خاصة على القلب. فإن أشار عليك طبيب ثقة بإمكان استعمالها، بقدر مناسب لا يضر بك: فلا حرج عليك في استعمالها. وإن كان في استعمالها ضرر وخطر على صحتك: فلا تستعملها، وابحث عن بديل أكثر أمنا، ودواء أقل خطرا منها.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>