كيف تتم مخاطبة الشركات الأجنبية حين مراسلاتها، حيث لا يمكن بدؤها بالسلام؟
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في الإجابة على السؤال ١٣١١٩١ أنه يحرم مناداة الكافر بالألقاب الواردة في السؤال، ولله الحمد نحن على قناعة تامة بتحريم التودد ومخاطبة الكافر بما ورد، ولكننا نتعامل في مخاطباتنا في الرسائل المرسلة للشركات الأجنبية بالعبارات المتعارف عليها في الخطابات الإنجليزية مثل (Dear Sir) أو (Dear phil) وما إلى ذلك مما أصبح متعارفا عليه فإذا كانت هذه الصيغة محرمة، فما هي الصيغة غير المحرمة لمخاطبة غير المسلم، وإذا كان المخاطب مجهول الديانة مثل لو أننا نخاطب شركة للمرة الأولى فكيف تكون الصيغة كتابة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
روى مسلم (٢١٦٧) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ) .
وروى أبو داود (٤٩٧٧) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيه رضي الله عنهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ: سَيِّدٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
وفي حكم المنافق: الكفار واليهود والنصارى ومن لا يتدين بدين وأشباههم.
ولما راسل النبي صلى الله عليه وسلم هرقل وهو يدعوه إلى الإسلام قال: (سلام على من اتبع الهدى) متفق عليه.
قال الحافظ: " فَإِنْ قِيلَ: كَيْف يُبْدَأ الْكَافِر بِالسَّلَامِ؟ فَالْجَوَاب: أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا: لَيْسَ الْمُرَاد مِنْ هَذَا التَّحِيَّة , إِنَّمَا مَعْنَاهُ سَلِمَ مِنْ عَذَاب اللَّه مَنْ أَسْلَمَ. وَلِهَذَا جَاءَ بَعْده أَنَّ الْعَذَاب عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى. وَكَذَا جَاءَ فِي بَقِيَّة هَذَا الْكِتَاب " فَإِنْ تَوَلَّيْت فَإِنَّ عَلَيْك إِثْم الْأَرِيسِيِّينَ ". فَمُحَصَّل الْجَوَاب: أَنَّهُ لَمْ يَبْدَأ الْكَافِر بِالسَّلَامِ قَصْدًا وَإِنْ كَانَ اللَّفْظ يُشْعِر بِهِ , لَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُل فِي الْمُرَاد لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنْ اِتَّبَعَ الْهُدَى فَلَمْ يُسَلِّم عَلَيْهِ " انتهى.
وعلى هذا؛ لا تجوز مخاطبة غير المسلم بمثل: (Dear Sir) لما تقدم في حديث أبي داود.
ويمكن مخاطبة هذه الشركات بمثل: المهندس مدير شركة كذا، أو رئيس هيئة كذا، أو المحاسب الفلاني، أو الدكتور الفلاني، ونحو ذلك.
وإذا كان المخاطب مجهول الملة والديانة فإنه يُتعامل معه حال مخاطبته بغالب الظن: فإن غلب على الظن إسلامه شرع بدؤه بالسلام، وإن غلب على الظن عدم إسلامه لم يبدأ بالسلام ولا بغيره مما فيه تعظيمه.
ويمكن الاعتماد في هذا على غالب أهل البلد الموجود فيه الشركة، هل هم مسلمون أم لا.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب